الترتيب بعد نقل المكتبة، وفقدان عدد من الكتب، وعلى الرغم من ذلك، فإن حماسة أخي (بكر) - حفظه الله، كانت تستطيع أن تقنعني بأن الاستمرار ممكن.
وكان من أهم الصعوبات الأخرى أنه لم يتبق لدينا نسخ كاملة للتذكرة، سوى نسخة المتحف البريطاني، (ورمزها: م) ، وهي نسخة كثيرة السقط، شديدة التصحيف، رديئة الخط، ولذلك كان جلّ همنا، إذا كان لعملنا أن يتم، هو أن نضبط النصّ بقراءته مقارنا بالمصادر التي ينقل عنها صاحب التذكرة، وهذا هدف يقلّ كثيرا عن الهدف الذي وضعته نصب عيني حين بدأت في التحقيق.
هذا وإنني أتقدم بالشكر لكثيرين كان لهم فضل كبير في إنجاز التذكرة، في مقدمتهم شقيقي بكر عباس الذي لولاه لم يكن للتذكرة أن تظهر، وقد جعل عمل السيدتين نرمين عباس وناهد جعفر، بصنع الفهارس العامة، قيمة مهمة للكتاب بأجزائه المتعددة، كما أن لدار صادر في بيروت وهمة أصحابها الأبناء الأصدقاء: سليم صادر وأخويه ابراهيم ونبيل أكبر فضل على التذكرة وعلى المحققين.
لقد راجعني كثير من الأصدقاء، مرددين سؤالا طبيعيا هو: أين وصلت في تحقيق التذكرة أو «متى تظهر التذكرة» ؟ وليست أسئلتهم إلا تصويرا لما عوّدتهم عليه، وهو أنني لم أبدأ عملا كبيرا إلا وأنجزته دون تراخي زمن بين مبتداه ومنتهاه، بتوفيق من الله تعالى. فإلى هؤلاء الأصدقاء أقدم أصدق اعتذار، راجيا أن يجدوا في التذكرة الفائدة والمتعة معا.
وإلى هؤلاء الأصدقاء أعتذر مرة أخرى لأني وأخي اتفقنا على أن نهمل آخر بابين في التذكرة وهما «باب ٤٩/٥٠» لاعتقادنا أن فائدتهما للقرّاء ضئيلة.