للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان أميرهم كان كأنه رجل منهم، قالوا: ما نعلمه إلّا الربيع بن زياد الحارثي قال: صدقتم هو لها.

[١٠٥٣]- استشار عمر رضي الله عنه عليّ بن أبي طالب عليه السلام في الشخوص بنفسه إلى قتال الفرس، فقال له عليّ كرم الله وجهه: إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا قلّة، وهو دين الله الذي أظهره، وجنده الذي أعزّه وأيده، حتى بلغ ما بلغ، وطلع حيث طلع، ونحن على موعود من الله، والله منجز وعده، وناصر جنده، ومكان القيّم بالأمر مكان النظام من الخرز يجمعه ويضمّه، فإن انقطع النظام تفرّق وذهب، ثم لم يجتمع بحذافيره أبدا؛ والعرب اليوم، وإن كانوا قليلا، كثيرون بالاسلام وعزيزون بالاجتماع، فكن قطبا واستدر الرحى بالعرب، وأصلهم دونك نار الحرب، فإنك إن شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من أطرافها حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهمّ إليك مما بين يديك. إنّ الأعاجم إن ينظروا إليك غدا يقولوا: هذا أصل العرب فإذا اقتطعتموه استرحتم، فيكون ذلك أشدّ لكلبهم عليك وطمعهم فيك، فأما ما ذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمين فإنّ الله سبحانه هو أكره لمسيرهم منك، وهو أقدر على تغيير ما يكره، وأما ما ذكرت من عددهم فانا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة، وانما كنا نقاتل بالنّصر والمعونة.

[١٠٥٤]- ومثل هذا الرأي ما ذكر أنه كرم الله وجهه حضّ أصحابه على الجهاد، فسكتوا مليّا، فقال: ما لكم أمخرسون أنتم؟ قال قوم منهم: يا أمير المؤمنين إن سرت سرنا معك. فقال عليه السلام: ما لكم لا سدّدتم لرشد، ولا هديتم لقصد، أفي مثل هذا ينبغي أن أخرج؟ إنما يخرج في مثل هذا رجل


[١٠٥٣] نهج البلاغة: ٢٠٣.
[١٠٥٤] نهج البلاغة: ١٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>