للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التاط منها بثلاث: شغل لا ينفد عناؤه، وفقر لا يدرك غناه، وأمل لا يدرك منتهاه. إن الدنيا والآخرة طالبتان ومطلوبتان فطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى يستكمل رزقه، وطالب الدنيا تطلبه الآخرة حتى يأخذ الموت بعنقه. ألا وإنّ السعيد السعيد من اختار باقية يدوم نعيمها على فانية لا ينفد عذابها، وقدّم لما يقدم عليه مما هو الآن في يديه أن يخلّفه لمن يسعد بانفاقه وقد شقي بجمعه واحتكاره.

[٥٨]- وقال صلّى الله عليه وسلّم: من لم يتعزّ بعزاء «١» الله عز وجل تقطّعت نفسه على الدنيا حسرات، ومن لم ير أن لله عز وجل عنده نعمة إلا في مطعم أو مشرب قلّ علمه وكثر جهله، ومن نظر إلى ما في أيدي الناس طال حزنه ولم يشف غيظه.

[٥٩]- وقال صلّى الله عليه وسلّم: إن الله عز وجل يبغض البخيل في حياته والسخيّ عند «٢» موته.

[٦٠]- وقال صلّى الله عليه: من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل.

[٦١]- وقال صلّى الله عليه وسلّم لعلي كرّم الله وجهه: يا عليّ إنّ من اليقين ألا ترضي بسخط الله أحدا، ولا تحمد أحدا على ما آتاك الله، ولا تذمّ أحدا على ما لم يؤتك الله، فإن الرزق لا يجرّه حرص حريص ولا تصرفه كراهة كاره، يا


[٥٨] أخرجه العسكري عن أنس، وجزؤه الأخير «من نظر إلى ... غيظه» في كشف الخفا ٢: ٣٧٢، والمقاصد الحسنة: ٤٣٠، وهو ضعيف؛ ونسب الحديث في الخصال ١: ٦٤ لعلي بن الحسين.
[٥٩] الجامع الصغير ١: ٧٥، وكنز العمال ٣: ٤٤٧.
[٦٠] الشهاب: ١٣ (واللباب: ٧٦) ، والجامع الصغير ٢: ١٧٠، وقد أخرجه الترمذي (قيامة:
١٨) والحاكم في المستدرك؛ ونسبه ابن عبد البر في بهجة المجالس ١: ٢٧٨ لأبي الدرداء؛ وانظر مجموعة ورام ١: ٢٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>