للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد ضل حلمي في خليدة إنني ... سأعتب قومي بعدها وأتوب

فأقسم بالرحمن أن قد ظلمتها ... وجرت عليها والهجاء كذوب

«١١٩» - سأل عبد الله بن عبّاس صعصعة بن صوحان عن السؤدد قال:

إطعام الطعام، ولين الكلام، وبذل النوال، وكفّ المرء نفسه مع الحاجة عن السؤال.

«١٢٠» - قال له: صف لي أخويك بما فيهما لأعرف ميزتك [١] فقال: أما زيد فكما قال أخو غنيّ: [من الطويل]

فتى لا يبالي أن يكون بوجهه ... إذا نال خلّات الكرام شحوب

(وهي أبيات ذكرت في المديح) ثم قال: كان والله يا ابن عبّاس عظيم المروّة، شريف الأبوّة، جليل الخطر، بعيد الأثر، كميش الغزوة، زين الندوة، سليم جوانح الصدر، قليل وساوس الفكر [٢] ، ذاكرا لله طرفي النهار وزلفا من الليل، الجوع والشبع عنده سيّان، لا منافس في الدنيا ولا غافل عن الآخرة، يطيل السكوت ويديم الفكر ويكثر الاعتبار، ويقول الحقّ ويلهج بالذكر، ليس في قلبه عير ربّه، ولا يهمّه غير نفسه، فقال ابن عبّاس: ما ظنّك برجل سبقه عضو منه إلى الجنّة؟ رحم الله زيدا. فأين كان عبد الله منه؟

قال: كان عبد الله سيّدا شجاعا، سخيا مطاعا، خيره وساع، وشرّه دفاع، قلّبيّ النحيزة، أحوذيّ الغريزة، لا ينهنه منهنه عما أراده، ولا يركب إلا ما


[١] م: وزنكم.
[٢] م: قليل الوساوس في الفكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>