عوض لبذل وجهه. فقال: ما أحقّ من كانت هذه الخصال فيه أن يكون شريفا!! وقد بلغني أنك أتيت في ديات ولم تكن بالضعيف عنها فاحتملت منها القليل، فقال: يا أمير المؤمنين: قد قلت في ذلك ما عذرت به إلا أن يهجّنني مهجّن، قال: وما قلت؟ قال: قلت: [من الطويل]
يرى المرء أحيانا إذا قلّ ماله ... إلى المجد سورات فلا يستطيعها
وليس به بخل ولكنّ ماله ... يقصّر عنها والبخيل يضيعها
فقال عبد الملك: هذا النقد الحاضر بالميزان العدل، حركناك فظهر الأحسن.
١٣٩- وقال أعرابي من طيء [١] : [من الطويل]
إذا الريح حلّت بالجهام تلفّه ... مدى ليله شلّ النعام الطرائد
وأعقب نوء المرزمين بهبوة ... وغيم قليل الماء بالليل بارد
كفى خلّة الأضياف حتى يزيحها ... عن الحيّ منا كلّ أروع ماجد
وليس أخونا عند شرّ يخافه ... ولا عند خير يرتجيه بواحد
إذا قال من للمعضلات أجابه ... عظام اللهى منّا طوال السواعد
وللموت خير للفتى من حياته ... إذا لم يطق علياء إلا بقائد
«١٤٠» - دخل مسلمة بن عبد الملك على عمر بن عبد العزيز وعليه ريطة من رياط مصر فقال: بكم أخذت هذه يا أبا سعيد؟ قال: بكذا وكذا.
قال: فلو نقصت من ثمنها شيئا أكان ناقصا من شرفك؟ قال: لا، قال:
فلو زدت في ثمنها شيئا أكان زائدا في شرفك؟ قال: لا، قال: فاعلم يا
[١] زاد في م: وهو الذي أنشد.