ذلك فقال: إنا لا نحول بين الناس وبين ألسنتهم ما لم يحولوا بيننا وبين ملكنا؛ وإلى هذا المعنى أشار أبو تمام بقوله: [من الطويل]
جهول إذا أزرى التحلّم بالفتى ... حليم إذا أزرى بذي الحسب الجهل
وكأنه ألمّ بقول سالم بن وابصة: [من البسيط]
إنّ من الحلم ذلا أنت عارفه ... والحلم عن قدرة فضل من الكرم
وقول الآخر: [من الطويل]
قليل الأذى إلّا على القرن في الوغى ... كثير الأيادي واسع الذرع بالفضل
ويحلم ما لم يجلب الحلم ذلّة ... ويجهل ما شدّت قوى الحلم بالجهل
«٢٥٨» - وقال عامر بن مالك ملاعب الأسنة: [من الطويل]
دفعتكم عنّي وما دفع راحة ... بشيء إذا لم يستعن بالأنامل
تضعّفني حلمي وكثرة جهلكم ... عليّ وأني لا أصول بجاهل
«٢٥٩» - وقال يزيد بن الحكم الكلابي: [من الطويل]
دفعناكم بالقول حتى بطرتم ... وبالراح حتى كان دفع الأصابع
فلما رأينا جهلكم غير منته ... وما غاب من أحلامكم غير راجع
مسسنا من الآباء شيئا وكلنا ... إلى حسب في قومه غير واضع
فلما بلغنا الأمهات وجدتم ... بني عمكم كانوا كرام المضاجع
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute