للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«٣٥٣» - خرج زياد الأعجم إلى المهلب ومدحه وهو بخراسان [١] ، فأمر له بجائزة، وأقام عنده أياما، قال: فإنه لعشية يشرب مع حبيب بن المهلب في دار فيها دلبة وفيها حمامة، فسجعت الحمامة فقال زياد: [من الوافر]

تغنّي أنت في ذممي وعهدي ... وذمة والدي ألّا تضاري

وبيتك أصلحيه ولا تخافي ... على صفر مزغّبة صغار

فإنك كلّما غنيت صوتا ... ذكرت أحبتي وذكرت داري

فاما يقتلوك طلبت ثأرا ... له نبأ لأنك في جواري

فقال حبيب: يا غلام هلمّ القوس، فأتي به، فنزع لها بسهم فقتلها، فوثب زياد فدخل على المهلب، فحدّثه الحديث وأنشده الشعر، فقال المهلب: عليّ بأبي بسطام فأتي بحبيب، فقال: أعط أبا أمامة دية جاره ألف دينار، فقال: أطال الله بقاء الأمير إنما كنت ألعب، فقال أعطه كما آمرك، فأعطاه، فأنشأ زياد يقول: [من الطويل]

فلله [٢] عينا من رأى كقضيّة ... قضى لي بها قرم العراق المهلّب

قضى ألف دينار لجار أجرته ... من الطير حضّان على السقب ينعب

رماها حبيب بن المهلب رمية ... فأثبتها بالسهم والشمس تغرب

فألزمه عقل القتيل ابن حرّة ... وقال حبيب إنما كنت ألعب

فقال زياد لا يروّع جاره ... وجارة جاري مثل جاري وأقرب [٣]

قال: فإنه لبعد هذا يشرب مع حبيب، وفي قلب حبيب عليه الألف،


[١] م: وهو بخراسان ومدحه.
[٢] م: ولله.
[٣] في الأصول: بل من الجار اقرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>