«٤٠٢» - قال بعض الحكماء: ليس من جهل الناس بقدر الفضل قصّروا عنه، ولكن من استثقال فرائضه حادوا عن التمسك به، وهم على تبجيل أهله مجمعون؛ وإلى هذا المعنى نظر منصور النمري في قوله:[من البسيط]
الجود أخشن مسّا يا بني مطر ... من أن تبزّكموه كفّ مستلب
ما أعلم الناس أنّ الجود مكسبة ... للحمد لكنه يأتي على النّشب
ونظر المتنبي إلى المعنى فقال:[من البسيط]
لولا المشقة ساد الناس كلّهم ... الجود يفقر والإقدام قتّال
«٤٠٣» - قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ثلاث من كنّ فيه كنّ عليه: المكر، قال الله تعالى وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ
(فاطر: ٤٣) والبغي، قال الله سبحانه يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ
(يونس: ٢٣) ومن بغي عليه لينصرنّه الله، والنكث، قال الله عزّ وجلّ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ
(الفتح: ١٠) .
«٤٠٤» - وقال صلّى الله عليه وسلّم: أعجل الأشياء عقوبة البغي.
«٤٠٥» وقال صلّى الله عليه وسلّم: ما من ذنب أدنى [١] أن يعجّل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخّر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم.