للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مناصفة ولا شيء غير تلف تلك الأنفس.

«٤٣٢» - وقال: لا يزيدك لطف الحقود بك، ولينه لك، وتكرمته إياك إلا وحشة وسوء ظن، وإنك لا تجد للحقود الموتور أمانا هو أوثق من الذّعر، ولا أحرز من البعد والاحتراس منه.

«٤٣٣» - وقد اعتذر عبد الملك بن صالح للحقد فشبه وما قصر، قال له يحيى بن خالد: لله أنت من سيد لولا أنّك حقود؛ فقال عبد الملك: أنا خزانة تحفظ الخير والشرّ، فقال يحيى: ما رأيت أحدا احتجّ للحقد حتى حسّنه غيرك.

وسلك ابن الرومي هذه [١] السبيل فقال: [من الطويل]

وما الحقد إلا توأم الشكر للفتى ... وبعض السجايا ينتسبن إلى بعض

إذا الأرض أدّت ريع ما أنت زارع ... من البذر فيها فهي ناهيك من أرض

«٤٣٤» - ومن مكارم الأخلاق قول الشاعر: [من الطويل]

وكيف يسيغ المرء زادا وجاره ... خفيف المعا بادي الخصاصة والجهد

وللموت خير من زيارة باخل ... يلاحظ أطراف الأكيل على عمد


[١] م: هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>