للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستحييت من إذكاره، ويئست من عرضها، لأني علمت أنا نقوم ونتشاغل بالشرب، فنمت، ودعا هو بالرقاع من خفّي فوقع في جميعها وردّها إليه، ونام وانتبه، ودخلت إليه في مجلس الشرب فلم أستجز ذكر الرقاع له، وشربت وانصرفت بالعشي، وبكّر إليّ أصحاب الرقاع لما وقفوا على إقامتي عنده، فاعتذرت إليهم وضاق صدري بهم، فدعوت بالرقاع لأميزها وأخفّف منها ما ليس بمهمّ، فوجدت التوقيعات في جميعها، فلم يكن لي همة إلا تفريقها والركوب إليه لشكره، وقلت له: يا سيدي قد تفضّلت وقضيت حاجاتي فلم علّقت قلبي ولم تعرّفني حتى يتكامل سروري؟ فقال: سبحان الله، أردت منّي أن أمتنّ عليك بأن أخبرك بما لم يكن يجوز أن يخفى عليك؟! «٦١٧» . (١) وقال الرضيّ في ذم الأخلاق السيئة: [من الطويل]

وأكثر من شاورته غير حازم ... وأكثر من صاحبت غير الموافق

إذا أنت فتشت القلوب وجدتها ... قلوب الأعادي في جسوم الأصادق

رمى الله بي من هذه الأرض غيرها ... وقطّع من هذا الأنام علائقي

يظنّون أنّ المجد ممن له الغنى ... وأنّ جميع العلم فضل التشادق

(٢) وقال: [من الطويل]

أكلّ قريب لي بعيد بودّه ... وكلّ صديق بين أضلعه حقد

(٣) وقال: [من الوافر]

بأخلاق كما دجت الليالي ... وأحساب كما نغل الأديم

«٦١٨» - ارسطاطاليس: سوء العادة كمين لا يؤمن وثوبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>