للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«١١٣٧» - ومن بليغ الشعر في الحرب والبأس والنجدة قول محمد بن هانئ: [من الطويل]

ومضرمة الأنفاس جمر وطيسها ... شرنبثة [١] الكفّين فاغرة الفم

ضروس لها أبناء صدق تحشّها ... فمن خادر ورد وأشجع أيهم [٢]

وأرعن يحموم [٣] كأنّ أديمه ... إذا شرعت أرماحه ظهر شيهم [٤]

فما تنطق الأرماح غير تصلصل ... ولا ترجع الأبطال غير تغمغم

فتملأ سمعا من رواعد رجّف ... وتملأ عينا من بوارق ضرّم

فلا راجع باللأم [٥] غير مبتّك ... ولا بحبيك البيض غير مثلّم

رفعت على هام العدى منه قسطلا ... خضبت مشيب الفجر منه بعظلم

فلا تتكلّف للخميس من العدى ... خميسا ولكن رعه باسمك يهزم

لقد أعذرت فيك الليالي وأنذرت ... فقل للعقول استأخري أو تقدمي

كأن قد كشفت الأمر عن شبهاته ... فلم يضطهد حقّ ولم يتهضّم

وفاض دما موج الفرات فلم يجز ... لوارده طهر بغير تيمم

فلا حملت فرسان حرب جيادها ... إذا لم يزرهم من كميت وأدهم

ولا عذب الماء القراح لشارب ... وفي الأرض مروانيّة غير أيّم

بريغون في الهيجا إلى ذي حفيظة ... طويل نجاد السيف أبلج خضرم

قليل لقاء البيض إلا من الظبا ... قليل شراب الكأس الا من الدم

وأيّ قوافي الشعر فيك أحوكها ... وما ترك التنزيل من متردّم


[١] شرنبئة: غليظة.
[٢] الأيهم: الجريء.
[٣] الأرعن: الجيش؛ اليحموم: الأسود بسبب كثافته ولبس الدروع.
[٤] الشيهم: القنفذ.
[٥] اللأم: الدروع.

<<  <  ج: ص:  >  >>