للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنكم أغراض تنتضل فيكم المنايا. لن يستقبل أحد منكم يوما بدأ من عمره إلا بانقضاء آخر من أجله، فأية أكلة ليس معها غصص، أو أية شربة ليس معها شرق؟ أيها الناس استصلحوا ما تقدمون عليه مما تظعنون عنه، فإن اليوم غنيمة وغدا لا يدرى لمن هو. أهل الدنيا أهل سفر يحلّون عقد رحالهم في غيرها، قد خلت من قبلنا أصول نحن فروعها، فما بقاء الفرع بعد ذهاب أصله؟ أين الذين كانوا أطول منّا أعمارا وأبعد منّا آمالا؟! أتاك يا ابن آدم ما لا تردّه، وذهب عنك ما لا يعود، ولا تعدّنّ عيشا منصرفا، عيشا ما لك منه إلا لذّة تزدلف بك إلى حمامك وتقرّبك من أجلك، وكأنك قد صرت الحبيب المفقود والسواد المخترم، فعليك بذات نفسك ودع عنك ما سواها، واستعن بالله يعنك.

[١٨٨]- وقال جعفر بن محمد: المرء بين ذنب ونعمة، لا يصلحه غير استغفار من هذا وشكر على هذا.

[١٨٩]- قيل لعبد الله بن العبّاس: أيما أحبّ إليك رجل يكثر من الحسنات ويكثر من السيئات «١» ، أم رجل يقلّ من الحسنات ويقلّ من السيئات؟ قال: ما أعدل بالسلامة شيئا.

[١٩٠]- وقال عبد الله قال لي أبي العبّاس: يا بني إن «٢» أمير المؤمنين قد


[١٨٨] قارن بما في ربيع الأبرار: ١٥٥/أ (ونسب القول لبعض العباد) والتمثيل والمحاضرة: ١٧١ (ونسب لذي النون) وزهر الآداب: ٨١٠ (لذي النون أيضا) .
[١٨٩] البيان والتبيين ٣: ٢٥٧، ٢: ٩٤ (وكتب لابن عياش) ، وأنساب الأشراف ٣: ٣٤، وأدب الدنيا والدين: ١٠٤.
[١٩٠] أخبار الدولة العباسية: ١٢٠، والكامل للمبرد ١: ٢٦٥، ٢: ٣١٢، وأنساب الأشراف

<<  <  ج: ص:  >  >>