للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وجاء بعد هؤلاء الافاضل الاعيان مؤلفنا الحاج كاتب جلبى ومشى على اثرهم واستفاد منهم واخذ عنهم وهو يصرح في مواضع من كتابه هذا ما استفاده من كتاب المطالب لملاّ لطفى المذكور وكتاب مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده ومن كتاب الفوائد الخاقانية للمولى محمد امين بن صدر الدين الشروانى المار ذكرهما واتى بفصول وابحاث فيه من هذه الكتب. وقد ينقل من نوادر الاخبار في مناقب الاخيار للمولى الفاضل طاش كبرى زاده.

وابتدأ مؤلفنا بتحرير اسماء الكتب التى يجدها عند الوراقين الكتبيين وفي خزانات الكتب بحلب بإلهام من الله كما يقول هو في ترجمته التى كتبها بنفسه في آخر كتابه ميزان الحق. والذي نراه ان الملهم له ترتيبه اسماء الكتب على ترتيب حروف الهجاء فقط لان هؤلاء الاعلام وفواحق الكتب والعلوم وتراجم العلماء من كل صنف وبينوه بدون نقصان ومع ذلك نرى له الفضل والسبق في ذكره اوائل الكتب وابوابها وفصولها وما حواه بعض الكتب وذكره عدد كثير من اسماء الكتب التى لم يطلع عليها غيره او لم يرد الاستقصاء واكتفى بذكر المصنفات المشهورة في كل علم وموضوع.

وعلى كل حال فهذا الكتاب اوعب الكتب المصنفة واوسعها في بيان أحوال الكتب وإن كان لا يخلو من اغلاط في الوفيات واسماء المؤلفين والمؤلفات كما هو شأن من قام بنفسه بمثل هذه المهمة العظيمة المشكورة. اشتغل به مدة عشرين سنة وكتب فيه زهاء ١٥٠٠٠ من اسماء الكتب والرسائل وما ينيف على ٩٥٠٠ من اسماء المؤلفين وتكلم فيه عن نحو ثلاثمائة علم وفن وسماه اولا بكتاب اجمال الفصول والابواب في ترتيب العلوم واسماء الكتاب كما هو مكتوب بخطه في آخر مسودته التى بأيدينا ثم سماه ثانيا بكشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون.

ولما عرض مسودة ما صنعه على العلماء استحسنوه غاية الاستحسان وطلبوا منه تبيضه فبيضه الى حرف الدال ثم اخترمته المنية فبقى التبييض في مادة «دروس» وبقيت هذه المادة وما يليها إلى آخر الكتاب في حالة التسويد واقتنى هذه النسخة المسودة التى تبتدئ من مادة دروس إلى آخر الكتاب تلميذ تلميذ المصنف جار الله ولى الدين افندى صاحب المكتبة باستنبول ووضع بمكتبته.

ومن ضم هذه المسودة الى المبيضة الموجودة في خزانة روان كوشكى من اول الكتاب الى مادة دروس يجد بين يديه كتاب كشف الظّنون تاما بخط مصنفه بين مبيضته ومسودته.