من علماء الأمة لم يوف ما يجب له من الشرح. أقول ولعل ذلك الدين قضى بشرح المحقق ابن حجر والقسطلاني والعيني بعد ذلك.
قال المولى أبو الخير واعلم أن قصارى نظر أبناء هذا الزمان في علم الحديث النظر في مشارق الأنوار فإن ترفعت [ترفعوا] إلى مصابيح البغوي ظنت أنها تصل [ظنوا أنهم يصلون] إلى درجة المحدثين وما ذلك إلا لجهلهم بالحديث بل لو حفظهما عن ظهر قلب وضم إليهما من المتون مثليهما لم يكن محدثاً حتى يلج الجمل في سم الخياط وإنما الذي يعده أهل هذا الزمان بالغاً إلى النهاية وينادونه محدث المحدثين وبخاري العصر من اشتغل بجامع الأصول لابن الأثير مع حفظ علوم الحديث لابن الصلاح أو التقريب للنووي إلا أنه ليس في شيء من رتبة المحدثين وإنما المحدث من عرف الأسانيد والعلل وأسماء الرجال والعالي والنازل وحفظ مع ذلك جملة مستكثرة من المتون وسمع الكتب الستة ومسند الإمام أحمد بن حنبل وسنن البيهقي ومعجم الطبراني وضم إلى هذا القدر ألف جزء من الأجزاء الحديثية هذا أقل فإذا سمع ما ذكرناه وكتب الطبقات ودار على الشيوخ وتكلم في العلل والوفيات والأسانيد كان في أول درجات المحدثين ثم يزيد الله ﷾ من يشاء ما يشاء. هذا ما ذكره تاج الدين السبكي وذكر صدر الشريعة في تعديل العلوم إن مشايخ الحديث مشهورون بطول الأعمار. وذكر السبكي في طبقات الشافعية إن أبا سهل قال سمعت ابن الصلاح يقول سمعت شيوخنا يقولون دليل طول عمر الرجل اشتغاله بأحاديث الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ويصدقه التجربة فإن أهل الحديث إذا تتبعت أعمارهم تجدها في غاية الطول. والكتب المصنفة في علم الحديث أكثر من أن تحصى إلا أن السلف والخلف قد أطبقوا على أن أصح الكتب بعد كتاب الله ﷾ صحيح البخاري ثم صحيح مسلم ثم الموطأ ثم بقية الكتب الستة وهي سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والدار قطني والمسندات المشهورة ولنذكرها هنا في هذا الكتاب على ترتيبه.