لا شك أن كاتب جلبى وبعنوانه الآخر حاجى خليفة ممن ازدان بهم الزمان وشرف بشرفهم المكان واغفال ترجمته صاحب خلاصة الأثر مع انه نابغة القرن الحادى عشر مما يقضى منه العجب ويستنكر ولكن من حسن الخط انه كتب بنفسه اوائل ترجمته في آخر القسم الاول من كتابه سلم الوصول إلى طبقات الفحول (١) وهاك بنصه العربى:
وهو العبد المذنب الفقير الى رحمة ربه القدير مصطفى ابن عبد الله القسطنطينى المولد والمنشأ الحنفى المذهب الاشراقى المشرب الشهير بين علماء البلد بكاتب جلبى وبين اهل الديوان بحاجى خليفة ولما كان التحديث بنعمة الله من شكر النعمة كان بعض المشايخ يكتب ترجمته في آخر كتابه كالسيوطى والشعرانى وصاحب الشقائق. وممن ذكر نفسه في تأليفه الامام عبد الغافر في السياق وياقوت الحموى في معجم الأدباء وابن الخطيب في تاريخ غرناطة والتقى الفاسى في تاريخ مكة واطالا في ترجمتها جدا وشيخ الإسلام ابن حجر في قضاة مصر وجماعة لا يحصون وبعضهم افرد بالتأليف فلا بأس على بتسطير كلمات في ما من الله تعالى على تقليدا لهم وتحديثا لنعمة ربى فاقول كان ولادتى على ما اخبرتنى والدتى في يوم من ايام ذي القعدة سنة ١٠١٧ وكان والدى عبد الله دخل الحرم السلطانى وخرج بالوظيفة المعتادة ملحقا الى الزمرة السلحدارية وصار يذهب الى السفر ويجئ قانعا بتلك الوظيفة وكان رجلا صالحا ملازما لمجالس العلماء والمشايخ مصليا عابدا في الليالى ولما بلغ سنى الى خمس اوست عين لى معلما لتعليم القرآن والتجويد وهو الامام عيسى خليفة القريمى قرأت منه القرآن العظيم والمقدمة الجزرية في التجويد وشروط الصلاة ثم اسمعت ما قرأته منه حفظا في دار القراء لمسيح باشا وللمولى زكريا على ابراهيم افندى ونفس زاده واكتفيت بعرض النصف
(١) نسخة المؤلف موجودة في مكتبة شهيد على باشا تحت رقم ٧٧٨١ وهى بخطه الجميل.