وهو علم يعرف به كيفية إيراد الحجج الشرعية ودفع الشبه وقوادح الأدلة الخلافية بإيراد البراهين القطعية وهو الجدل الذي هو قسم من المنطق إلا إنه خص بالمقاصد الدينية وقد يعرف بأنه علم يقتدر به على حفظ أي وضع كان بقدر الإمكان ولهذا قيل الجدلي أما مجيب يحفظ وضعاً أو سائل يهدم وضعاً وقد سبق في علم الجدل. وذكر ابن خلدون في مقدمته أن الفقه المستنبط من الأدلة الشرعية كثير فيه الخلاف بين المجتهدين باختلاف مداركهم وأنظارهم خلافاً لا بد من وقوعه واتسع في الملة اتساعاً عظيماً وكان للمقلدين أن يقلدوا من شاؤوا ثم لما انتهى ذلك إلى الأئمة الأربعة وكانوا بمكان من حسن الظن اقتصر الناس على تقليدهم فأقيمت هذه الأربعة أصولاً للملة وأجري الخلاف بين المتمسكين بها مجرى الخلاف في النصوص الشرعية وجرت بينهم المناظرات في تصحيح كل منهم مذهب إمامه يجري على أصول صحيحة ويحتج بها كل على صحة مذهبه فتارة يكون الخلاف بين الشافعي ومالك وأبو حنيفة يوافق أحدهما وتارة بين غيرهم كذلك وكان في هذه المناظرات بيان مأخذ هؤلاء فيسمى بالخلافيات ولا بد لصاحبه من معرفة القواعد التي يتوصل بها إلى استنباط الأحكام كما يحتاج إليها المجتهد إلا أن المجتهد يحتاج إليها للإستنباط وصاحب الخلاف يحتاج إليها لحفظ تلك المسائل من أن يهدمها المخالف بأدلته وهو علم جليل الفائدة. وكتب الحنفية والشافعية أكثر من تآليف المالكية لأن أكثرهم أهل المغرب وهو بادية وللغزالي فيه كتاب المأخذ ولأبي بكر ابن العربي من المالكية كتاب التلخيص جلبة من المشرق ولأبي زيد الدبوسي كتاب التعليقة ولابن القصار من المالكية عيون الأدلة انتهى. ومن الكتب المؤلفة أيضاً المنظومة النسفية وخلافيات الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي المتوفى سنة ٤٥٨ ثمان وخمسين وأربعمائة جمع فيه المسائل الخلافية بين الشافعي وأبي حنيفة.
خلدبرين
- فارسي منظوم لمولانا وحشي أوله:
خامه برآورد صداي صرير
[خلع العذار في وصف العذار]
- لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي ذكره صاحب سحر العيون وقال لبس ثوب الخلاعة حيث خلع عذاره في الإستطاعة. «تأليف شمس الدين