للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثلاث وتسعمائة «وسماه أحكام الحكم في شرح الحكم». وشرح صفي الدين أبي المواهب ذكره تلميذه أبو الطيب المذكور وقال أن الشارح الجليل الولي بن عباد وقع لمحق (بمحن) من التطويل وكذا أستأذي صفي الدين. ومنها شرح محمد بن إبراهيم المعروف بابن الحنبلي الحلبي المتوفى سنة ٩٧٢ اثنتين وسبعين وتسعمائة (٩٧١). وشرح الشيخ محمد المدعو بعبد الرؤوف المناوي المصري الشافعي سماه الدرر الجوهرية وهو شرح ممزوج أوله الحمد لله الذي أطلع من سماء الذات الخ.

[علم الحكمة]

(١) وهو علم يبحث فيه عن حقائق الأشياء على ما هي عليه في نفس الأمر بقدر الطاقة البشرية وموضوعه الأشياء الموجودة في الأعيان والأذهان وعرفه بعض المحققين بأحوال أعيان الموجودات على ما هي عليه في نفس الأمر بقدر الطاقة البشرية فيكون موضوعه الأعيان الموجودة وغايته هي التشرف بالكمالات في العاجل والفوز بالسعادة الأخروية في الأجل وتلك الأعيان إما الأفعال والأعمال التي وجودها بقدرتنا واختيارنا أولاً فالعلم بأحوال الأول من حيث يؤدي إلى إصلاح المعاش والمعاد يسمى حكمه عملية والعلم بأحوال الثاني يسمى حكمة نظرية لأن المقصود منها ما حصل بالنظر وكل منهما ثلاثة أقسام.

إما العملية فلأنها إما علم بمصالح شخص بانفراده ليتحلى بالفضائل ويتخلى عن الرذائل ويسمى تهذيب الأخلاق وقد ذكر في علم الأخلاق وأما علم بمصالح جماعة متشاركة في المنزل كالوالد والمولود والمالك والمملوك ويسمى تدبير المنزل وقد سبق في التاء وإما علم بمصالح جماعة متشاركة في المدينة ويسمى السياسة المدنية وسيأتي في السين.

وأما النظرية فلأنها إما علم بأحوال ما لا يفتقر في الوجود الخارجي والتعقل إلى المادة كالآلة وهو العلم الإلهي وقد سبق في الألف وإما علم بأحوال ما يفتقر إليها في الوجود الخارجي دون التعقل كالكرة (٢) وهو العلم الأوسط ويسمى بالرياضي والتعليمي


(١) وتطلق ايضا على هيئة القوة العقلية العملية المتوسطة بين الجزيرة التى هى افراط هذه القوة والبلادة التى هى تفريطها وهو معنى آخر (منه).
(٢) فانك تفهم الكرة من غير ان تحتاج في تعقلها الى انها من ذهب او حديد او خشب بخلاف الانسان فانك تحتاج الى ان تعرف من عظم او لحم (منه).