للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جالينوس. وقيل أن القبط اكتسب العلم الرياضي من الكلدانيين.

التلويح السابع: في العبرانيين وهم بنو إسرائيل وكانت عنايتهم بعلوم الشرائع وسير الأنبياء فكان أحبارهم أعلم الناس بأخبار الأنبياء وبدء الخليقة وعنهم أخذ ذلك علماء الإسلام لكنهم لم يشتهروا بعلم الفلسفة ولغتهم تنسب إلى عابر بن شالخ والقلم العبراني من اليمين إلى اليسار وهو من أبجد إلى آخر قرشت وما بعده سواقط وهو مشتق من السرياني.

التلويح الثامن: في العرب وهم فرقتان بائدة وباقية والبائدة كانت أمماً كعاد وثمود انقرضوا وانقطع عنا أخبارهم والباقية متفرعة من قحطان وعدنان ولهم حال الجاهلية وحال الإسلام فالأولى منهم التبابعة والجبابرة ولهم مذهب في أحكام النجوم لكن لم يكن لهم عناية بأرصاد الكواكب ولا بحث عن شيء من الفلسفة وأما سائر العرب بعد الملوك فكانوا أهل مدر ووبر فلم يكن فيهم عالم مذكور ولا حكيم معروف وكانت أديانهم مختلفة (١) وعلمهم الذي كانوا يفتخرون به علم لسانهم ونظم الأشعار وتأليف الخطب وعلم الأخبار ومعرفة السير والأعصار. قال الهمداني ليس يوصل إلى أحد خبر من أخبار العرب والعجم إلا بالعرب وذلك أن من سكن بمكة أحاطوا بعلم العرب العاربة وأخبار أهل الكتاب وكانوا يدخلون البلاد للتجارات فيعرفون أخبار الناس وكذلك من سكن الحيرة وجاور الأعاجم علم أخبارهم وأيام حمير ومسيرها في البلاد وكذلك من سكن الشام خبر بأخبار الروم وبني إسرائيل واليونان ومن وقع في البحرين وعمان فعنه أتت أخبار السند والهند وفارس ومن سكن اليمن علم أخبار الأمم جميعاً لأنه كان في ظل الملوك السيارة. والعرب أصحاب حفظ ورواية ولهم معرفة بأوقات المطالع والمغارب وأنواء الكواكب وأمطارها لاحتياجهم إليه في المعيشة لا على طريق تعلم الحقائق والتدرب في العلوم وأما علم الفلسفة فلم يمنحهم الله شيئاً منه ولا هيأ طباعهم للعناية به إلا نادراً.

الفصل الرابع

في أهل الإسلام وعلومهم وفيه إشارات

الإشارة الأولى: في صدر الإسلام واعلم أن العرب في آخر عصر الجاهلية حين بعث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم


(١) منهم من يعبد الشمس ومنهم من تهود ومنهم من يعبد الاصنام حتى جاء الاسلام (منه)