وأخلاقهم وما يأكلون وما يشربون وما في كل سقع مما ليس في الآخر غيره من الأرزاق والتحف والأمتعة فصار أصلاً يرجع إليه من صنف بعده لكن اندرس كثير مما ذكره وتغيرت أسماؤه وخبره فانسد باب الانتفاع منه. وقد عربوه في عهد المأمون ولم يوجد الآن تعريبه. ومن الكتب المصنفة فيه
[علم الجفر والجامعة]
وهو عبارة عن العلم الإجمالي بلوح القضاء والقدر المحتوي على كل ما كان وما يكون كلياً وجزئياً والجفر عبارة عن لوح القضاء الذي هو عقل الكل والجامعة لوح القدر الذي هو نفس الكل وقد ادعى طائفة أن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وضع الحروف الثمانية والعشرين على طريق البسط الأعظم في جلد الجفر يستخرج منها بطرق مخصوصة وشرائط معينة ألفاظ مخصوصة يستخرج منها ما في لوح القضاء والقدر وهذا علم توارثه أهل البيت ومن ينتمي إليهم ويأخذ منهم من المشايخ الكاملين وكانوا يكتمونه عن غيرهم كل الكتمان وقيل لا يقف في هذا الكتاب حقيقة إلا المهدي المنتظر خروجه في آخر الزمان وورد هذا في كتب الأنبياء السالفة كما نقل عن عيسى ﵇ نحن معاشر الأنبياء نأتيكم بالتنزيل وأما التأويل فسيأتيكم به البارقليط الذي سيأتيكم بعدي. نقل أن الخليفة المأمون لما عهد بالخلافة من بعده إلى علي بن موسى الرضا وكتب إليه كتاب عهده كتب هو في آخر ذلك الكتاب نعم إلا أن الجفر والجامعة يدلان على أن هذا الأمر لا يتم وكان كما قال لأن المأمون استشعر فتنة من بني هاشم فسمه كذا في مفتاح السعادة. قال ابن طلحة الجفر والجامعة كتابان جليلان أحدهما ذكره الإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وهو يخطب بالكوفة على المنبر والآخر أسره رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وأمره بتدوينه فكتبه علي ﵁ حروفاً متفرقة على طريقة سفر آدم في جفر يعني في رق قد صبغ من جلد البعير فاشتهر بين الناس به لأنه وجد فيه ما جرى للأولين والآخرين. والناس مختلفون في وضعه وتكسيره فمنهم من كسره بالتكسير الصغير وهو جعفر الصادق وجعل في خافية الباب الكبير ا ب ت ث إلى آخرها والباب الصغير أبجد إلى قرشت وبعض العلماء قد سمى الباب الكبير بالجفر الكبير والصغير بالجفر الصغير فيخرج من الكبير ألف مصدر ومن الصغير سبعمائة.