الأحاجي جمع أحجية كأضحية كلمة مخالفة المعنى وهو علم يبحث فيه عن الألفاظ المخالفة لقواعد العربية بحسب الظاهر وتطبيقها عليها إذ لا يتيسر إدراجها بمجرد القواعد المشهورة.
وموضوعه الألفاظ المذكورة من الحيثية المذكورة ومباديه مأخوذة من العلوم العربية وغرضه تحصيل ملكة تطبيق الألفاظ التي يتراءى بحسب الظاهر مخالفة لقواعد العرب وغايته حفظ القواعد العربية عن تطرق الاختلال. والاحتياج إلى هذا العلم من حيث أن ألفاظ العرب قد يوجد فيها ما يخالف قواعد العلوم العربية بحسب الظاهر بحيث لا يتيسر إدراجه فيها بمجرد معرفة تلك القواعد فاحتيج إلى هذا الفن.
وللعلامة جار الله محمود بن عمر الزمخشري المتوفى ٥٣٨ سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة تأليف لطيف في هذا الفن سماه المحاجات.
وللشيخ علم الدين علي بن محمد السخاوي الدمشقى المتوفى سنة ٦٤٣ ثلاث وأربعين وستمائة شرح هذا المتن التزم فيه أن يعقب كل أحجيتي الزمخشري بلغزين من نظمه.
وأبو المعالي سعد بن علي الوراق الخطيري المتوفى سنة ٥٦٨ ثمان وستين وخمسمائة صنف فيه أيضاً. والسادسة والثلاثون التي تعرف بالملطية من المقامات الحريرية في هذا المعنى فمنها للمثال.
(شعر)
يا من سما بذكاء … في الفضل وأرى الزناد
ماذا يماثل قولي … جوع أمد بزاد
(شعر)
يا ذا الذي فاق فضلاً … ولم يدنسه شين
ما مثل قول المحاجي … ظهر إصابته عين
فطريق معرفة المماثلة فيه أن تنظر جوع أمد بزاد فتقابله بطوامير لأن طوى مثل الجوع في المعنى ومير مثل أمد بزاد لأن المير الإمداد بالزاد. وكذلك تقابل ظهر إصابته عين بقولك مطاعين فتجد المطا الظهر وعين الرجل أصيب بالعين فإذا تركت الألفاظ بغير تقسيم يظهر لك معنى آخر وهو أن الطوامير الكتب والواحد طومار والمطاعين جمع مطعان وهو كثير الطعن عليه فقس.