للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإطلاقات معلومة عند الصوفية فمنهم الشيخ الإمام برهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعي الشافعي المتوفى سنة خمس وثمانين وثمانمائة صنف مجلداً في رده وسماه صواب الجواب للسائل المرتاب المعارض المجادل في كفر ابن فارض وذكر فيه أن رجلاً من الأغبياء رام إظهار بدعة الاتحادية (١) سنة أربع وسبعين وثمانمائة بالقاهرة فأخذ يقرأ في شرح السعيد الفرغاني على التائية فقام في نصرة الله ورسوله (صلى الله تعالى عليه وسلم) قاضي القضاة المحب ابن الشحنة الحنفي والعز الكناني الحنبلي وكمال الدين محمد بن إمام الكاملية الشافعي فاستند ذلك الرجل إلى جماعة واستفتى فيمن قال بكفر عمر بن الفارض فكتب له أكثر فضلاء القاهرة ولم يصادفوا عين الصواب منهم الشيخ محيي الدين الكافيجي والشيخ تقي الدين الحصني والشيخ فخر الدين المقسي والشمس الجوجري والجلال البكري الشافعيون والشيخ قاسم بن قطلوبغا الحنفي ولما بلغ أجوبتهم البقاعي أجاب عنها أولاً ثم انتقى من التائية ما يقارب أربعمائة وخمسين بيتاً شهد شراحها أن مراده منها صريح الاتحاد وذكر أن العلامة نجم الدين أحمد بن حمدان الحراني الحنبلي «المتوفي سنة ٦٩٥» صنف مصنفاً حافلاً تكلم فيه على جميع التائية وبين كفره فيها أوله الحمد لله الذي أقدرني على قول الحق وفعله الخ. وصنف القاضي شمس الدين محمد البساطي شرحاً على التائية وصرح بكفره فيه والإمام أبو حيان صرح أيضاً في تفسيرية البحر والنهر.

[التائية الصغرى]

- لابن الفارض المذكور أيضاً أولها:

نعم بالصبا قلبي صبا لأحبتي … فيا حبذا ذاك الشذا حين هبت

وشرحها الفاضل الأديب حسن بن محمد البوريني المتوفى سنة إحدى وألف (١٠٢٤) أوله الحمد لله الذي أورد أحباءه مناهل الصفا الخ وذكر أنها بكر لأنه لم يؤلف لها شرح.

[التائية في النحو]

- للشيخ إبراهيم الشبستري المتوفى سنة سبع عشرة وتسعمائة نظم فيها الكافية وزاد عليها وسماها نهاية البهجة ثم شرحها شرحاً لطيفاً ممزوجاً وكان فريداً في الصناعة والنظم يقال له سيبويه الثاني.


(١) وذكروا ان هذه التائية معظمة عند اهل الاتحاد ويحكى عن اكابرهم انهم قالوا لو عدم كلام الطائفة في هذا الشان ولم يبق سوى هذه المنظومة لم يحتج معها الى سواها (منه).