- ح -
العلاّمة المفضال الحاج محمّد فخر الدين الجلبي المتوفى في حدود سنة ١١٤٠، له كتب وأسفار منها: كتاب التذييل لتقويم التواريخ تأليف والده العلاّمة الكاتب الجلبي، وتعليقة على تفسير الجلالين، ورسالة في علم الخط، يروي عن والده وهو عن مشايخه الّذين سردنا أسماءهم في أوائل الرّسالة، وله عقب إلى حال التحرير يعرفون ببيت الجلبي تارة والشلبي اخرى، فيهم الأدباء والشّعراء ورجال الفضل وأرباب التحرير والتقرير، وهم منتشرون في البلاد كاسلامبول والموصل وحلب وبغداد وآنقره وقارص ومرعش وغيرها.
[«وجه اشتهاره بالكاتب الجلبي»]
أمّا اشتهاره بالكاتب: لاشتغاله بكتابة الدّفاتر السلطانية في الجيش العثمانيّ من سنة ١٠٣٥ إلى سنة ١٠٤٧ كما نصّ عليه في كتابه: الميزان الأحق.
وأما اشتهاره بالجلبى: فالّذي يظهر من العلاّمة الشيخ شمس الدين محمّد السّخاوي في كتابه: «الضوء اللامع» في رجال القرن التاسع أنّه بمعنى سيّدي ومولاي وأنّه يطلق على العلماء والأفاضل، وفي كلمات بعض الأدباء أنّه بمعنى الشخص العظيم القدر ورفيع الشأن والمنزلة كما يفصح عن ذلك كلمات الأديب العارف الشهير السيد معين الدين قاسم الأنوار التبريزى في مناجاته الّتي نقلها العلاّمة فقيد الأدب والفضل والتاريخ الآية الحجّة الميرزا محمّد عليّ الخيابانيّ المدرس المتوفى سنة ١٣٧٣ في كتابه النفيس (ريحانة الأدب) ج ١ ص ٢٩٨ ورأيت في بعض المجاميع المخطوطة بقلم بعض أفاضل بلاد تركيا أنّه بمعنى الرجل المليّ المثري الغنيّ.
وأيّاما كان المعاني المذكورة، كلّها مجتمعة في المؤلّف وإطلاق الكلمة عليه في محلّها.
ثمّ إنّه كما اختلف في معنى تلك اللفظة اختلف في كونها مغوليّة أو كرديّة أو تركيّة جغاتيّة وذهب إلى كلّ ثلة من أهل النقد وأرباب التنقيب، والأقرب عندي بحسب بحثي حولها هو الثالث، والله العالم.
ومما هو جدير بالتنبيه عليه إن جماعة من علماء بلاد تركيا اشتهروا بالجلبي كما نصّ عليه: العلاّمة المدرّس في الريحانة.
(١) منهم: العلاّمة الشيخ أحمد الانقروي الجلبي المتوفّى سنة ٩٥٠.
(٢) ومنهم: العلاّمة جلبي بيك ابن الميرزا علي بيك التبريزي المتوفى سنة ٩٩٠.
(٣) ومنهم: العلاّمة الحسن الجلبي ابن علي بن أمر الله الشهير بقفالي زاده المتوفى سنة ١٠١٢ صاحب كتاب تذكرة الشعراء.
(٤) ومنهم: العلاّمة المولى حسن الجلبي الشهير بآشجي زاده المتوفى سنة ٩٤٢.
(٥) ومنهم: العلاّمة المولى حسام الدين حسن الجلبي الفناري ابن المولى محمّد ابن المولى محمد شاه المتوفّى ٩٥٤ وقيل سنة ٨٨٦ ببلدة إسلامبول ودفن بجنب قبر أبي أيّوب الأنصاريّ الصحابيّ الشهير وهذا الرّجل ذو مقام شامخ في فنون العلم والأدب، وله آثار علميّة باقية أشهرها تعليقته على المطوّل شرح التلخيص وعلى شرح المواقف.
(٦) ومنهم: العلامة محي الدين محمّد الجلبي ابن علي بن سف بالي بن شمس الدين محمد بن حمزة صاحب التعليقة على شرح الوقاية المتوفّى سنة ٩٥٤.
(٧) ومنهم: العلاّمة محمود الشهير بميرم الجلبي ابن محمّد صاحب كتاب دستور العمل في تصحيح الجدول المتوفّى سنة ٩٣١.
وغيرهم من الأعلام ولكنّه متى اطلق انصرف إلى المولى حسن الجلبي المحشي على المطوّل.
وليعلم أنّه قد يصحّف الجلبي بالشلبي فلا تظننّ التعدّد.
وممّا هو حقيق بالذكر أنّ المؤلّف يطلق عليه