- للشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن الجزري الشافعي المتوفى سنة ٧٣٩ تسع وثلاثين وسبعمائة [٨٣٣] وهو من الكتب الجامعة للأدعية والأوراد والأذكار الواردة في الأحاديث والآثار ذكر فيه إنه أخرجه من الأحاديث الصحيحة وأبرزه عدة عند كل شدة ولما أكمل ترتيبه طلبه عدوه وهو تيمور فهرب منه مختفياً وتحصن بهذا الحصن فرأى سيد المرسلين ﷺ جالساً على يمينه وكأنه ﵊ يقول له ما تريد فقال يا رسول الله ادع الله لي وللمسلمين فرفع يديه فدعا ثم مسح بهما وجهه الكريم وكان ذلك ليلة الخميس فهرب العدو ليلة الأحد وفرج الله ﷾ عنه وعن المسلمين ببركة ما في هذا الكتاب الجامع ما لم يجمعه مجلدات من التآليف ورمز للكتب (المأخوذ عنها) بالرموز المعهودة بين أهل الحديث وذكر مقدمة تشتمل على أحاديث في فضل الدعاء والذكر وآدابه وأوقات الإجابة (وأمكنتها) ثم الاسم الأعظم والأسماء الحسنى ثم ما يقال في الصباح والمساء وفي الحياة إلى الممات ثم الذكر العام ثم الاستغفار ثم فضل القرآن ثم الدعاء ثم ختمه بفضل الصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وفرغ من تأليفه يوم الأحد الثاني والعشرين من ذي الحجة سنة ٧٩١ إحدى وتسعين وسبعمائة بمدرسته التي أنشأها برأس عقبة الكتان داخل دمشق وجميع أبوابها مشيدة بالأحجار والناس في جهد عظيم من الحصار والمياه مقطوعة والأيدي إلى الله ﷾ مرفوعة وكل أحد خائف على نفسه وماله وقد أحرق ظواهر البلد ونهب أكثره ولقد أحسن من قال:
(شعر) إن نابك الأمر المهو*ل اذكر إله العالمينا وإذا بغى باغ عليك*فدونك الحصن الحصينا ثم شرحه شرحاً مفيداً بالقول وسماه مفتاح الحصن أوله الحمد لله على ما علم الخ ذكر فيه أنه وعد عند تأليفه أن يجعل في آخره فصلاً لحل مشكلاته ولما انتهى سارت به الركبان في البلدان وكذا مختصراه عدة الحصن والجنة كلاهما له ولما مضى نحو من أربعين سنة وفى بما وعد به من ذلك الشرح وفرغ في رمضان سنة ٨٣١ إحدى وثلاثين وثمانمائة بمدينة شيراز. ثم إن الشيخ