للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

البيان ودرره وملح الأدب ونوادره إلى ما وشحتها به من الآيات ومحاسن الكنايات ورصعته فيها من الأمثال العربية واللطائف الأدبية والأحاجي النحوية والفتاوى اللغوية والرسائل المبتكرة والخطب المحبرة والمواعظ المبكية والأضاحيك الملهية مما أمليت جميعه على لسان أبي زيد السروجي وأسندت روايته إلى الحارث بن همام البصري ولم أودعه من الأشعار الأجنبية إلا بيتين الخ انتهى باختصار. وفي طبقات السيوطي قال كان سبب وضعها أن أبا زيد السروجي ورد البصرة وكان شيخاً بليغاً فوقف في مسجد بني حرام فسلم ثم سأل الناس والمسجد مملوء بالفضلاء فأعجبهم فصاحته وحسن صياغة كلامه وذكر اسر الروم ولده كما ذكر في المقامة الحرامية قال الحريري فاجتمع (١) عندي فضلاء وأخبروني بما سمعوه وتعجبوا منه فأنشأت المقامة الحرامية ثم بنيت عليها سائر المقامات. وذكر ابن الجوزي أنه عرض المقامة الحرامية على الوزير أنوشروان فاستحسنها وأمره أن يضيف إليها ماشا كلها فأتمها خمسين مقامة وقيل رجع إلى البصرة فصنع أربعين مقامة ثم عرضها عليه فاتهمه من يحسده وقالوا إن كان صادقاً فليصنع مقامة أخرى فقال نعم وجلس ببغداد أربعين ليلة وسود كثيراً فلم يصنع شيئاً فعاد إلى البصرة وعمل عشر مقامات فحينئذ بان فضله. وقد اعتنى بها الأدباء فشرحها أبو سعيد محمد بن علي بن عبد الله (بن أحمد) [الحلي] وقرأها على مؤلفها الحريري وتوفي سنة ٥٦١ إحدى وستين وخمسمائة وشرحها محمد بن علي بن أحمد وهو أبو عبد الله المعروف بابن حميدة الحلي المتوفى سنة ٥٠٥ خمس وخمسمائة وشرحها ابن ظفر محمد بن محمد المكي الصقلي المالكي المتوفى سنة ٥٦٥ خمس وستين وخمسمائة «٥٩٨» كبيراً وصغيراً وسماه التنقيب على ما في المقامات من الغريب وشرحها أيضاً أبو المظفر محمد بن أسعد المعروف بابن حكيم (الحنفي) المتوفى سنة ٥٦٧ سبع وستين وخمسمائة وأحمد بن داود (بن يوسف) الجذامي المتوفى سنة ٥٩٨ ثمان وتسعين وخمسمائة وأبو بكر محمد بن عبد الله (بن ميمون العبدري) القرطبي المتوفى سنة ٥٦٧ وعلي بن الحسن النحوي المعروف بشميم الحلي المتوفى سنة ٦٠١ إحدى وستمائة وأبو جعفر أحمد بن محمد النحاس النحوي (المتوفى سنة ٣٣٨ ثمان وثلاثين وثمانمائة) وتاج الدين نعمان بن إبراهيم الزرنوخي (٢) وسماه الموضح وتوفي سنة ٦٤٥ خمس وأربعين وستمائة


(١) غلط ٥ - ٥٩ - ٦ فاجمع: F
(٢) buisimfulugelde yoktur.