بكر محمد بن العربي (المغربي المتوفى سنة ٥٤٦ ست وأربعين وخمسمائة) وسماه القبس قال القاضي أبو بكر فيه هذا أول كتاب ألف في شرائع الإسلام وهو آخره لأنه لم يؤلف مثله أذ بناه مالك ﵀ على تمهيد الأصول للفروع ونبه فيه على معظم أصول الفقه التي يرجع إليها مسائله وفروعه وللإمام محمد بن الحسن الشيباني موطأ كتب فيه على مذهبه رواية عن الإمام مالك وأجاب ما خالف مذهبه وانتخبه الإمام الخطابي (أبو سليمان حمد بن محمد البستي المتوفى سنة ٣٨٨ ثمان وثمانين وثلاثمائة) ولخصه أبو الحسن علي بن محمد بن خلف القابسي وهو المشهور بملخص الموطأ مشتمل على خمسمائة وعشرين حديثاً متصل الإسناد واقتصر على رواية أبي عبد الله عبد الرحمن بن القاسم المصري من رواية أبي سعيد سحنون بن سعيد عنه قال وهي عندي آثر الروايات بالتقديم لأن ابن القاسم مشتهر بالاختصاص في صحبة مالك مع طولها وحسن العناية بمتابعته مع ما كان فيه من الفهم والعلم والورع وسلامته من التكثير في النقل عن غير مالك الخ. قال أبو القاسم بن محمد بن حسين الشافعي الموطآت المعروفة عن مالك إحدى عشرة معناها (١) متقارب والمستعمل منها أربعة موطأ يحيى بن يحيى وموطأ ابن بكير وموطأ مصعب وهو أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري وموطأ ابن وهب ثم ضعف الاستعمال إلا في موطأ يحيى ثم في موطأ ابن بكير وفي تقديم الأبواب وتأخيرها اختلاف في النسخ وأكثر ما يوجد فيها ترتيب الباجي وهو أن يعقب الصلاة بالجنائز ثم الزكاة ثم الصيام ثم اتفقت النسخ إلى آخر الحج ثم اختلقت بعد ذلك. وروى أبو نعيم في الحلية عن مالك بن أنس أنه قال شاوركى هارون الرشيد في أن يعلق الموطأ في الكعبة ويحمل الناس على ما فيه فقلت لا تفعل فإن أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم اختلفوا في الفروع وتفرقوا في البلدان وكل مصيب فقال وفقك الله تعالى يا أبا عبد الله وروى ابن سعد في الطبقات عن مالك بن أنس قال لما حج المنصور قال لي قد عزمت على أن آمر بكتبك هذه التي وضعتها فتنسخ ثم أبعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين منها نسخة وآمرهم أن يعملوا بما فيها ولا يتعدوه إلى غيره فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل هذا فإن الناس قد سبقت إليهم أقاويل وسمعوا أحاديث ورووا روايات وأخذ كل قوم بما سبق إليهم ودانوا به فدع الناس وما اختار أهل كل بلد منهم لأنفسهم كذا في عقود الجمان (وشرحه أعني موطأ مالك خاتمة المحدثين محمد بن عبد الباقي بن يوسف بن أحمد بن علوان الزرقاني المصري المالكي المتوفى سنة ١١٢٢ اثنتين وعشرين ومائة وألف شرحاً بسيطاً في ثلاث مجلدات).