من أحواله بما وقف عليه مع الإيجاز واثبت وفاته ومولده إن قدر عليه ورفع نسبه وقيد من الألفاظ ما لا يؤمن تصحيفه وذكر من محاسن كل شخص ما يليق به من مكرمة أو نادرة أو شعر أو رسالة ليتفكه به متأمله. وقد شنع عليه بعض المؤرخين من جهة اختصاره تراجم كبار العلماء في أسطر يسيرة وتطويله في تراجم الشعراء والأدباء في أوراق أو صحائف وربما يكون من طول ترجمته مطعوناً بانحلال العقيدة وهو يثني عليه ويذكر أشعاره وقصائده ولعل العذر فيه ما أشار إليه من اشتهار ذلك العالم كالشمس لا يخفى وعدم اشتهار ذلك الشاعر والله ﷾ أعلم. ثم ذكر أن ترتيبه كان في شهور سنة ٦٥٤ أربع وخمسين وستمائة بالقاهرة مع استغراق أوقاته في فصل القضايا الشرعية ولما انتهى إلى ترجمة يحيى بن خالد سافر إلى الشام في خدمة الركاب العالي أبي الفتح بيبرس في شوال سنة ٦٥٩ تسع وخمسين وستمائة فكثرت الموانع بتقليد الأحكام عن إتمامه فاقتصر على ما كان قد أثبته وختم واعتذر عن إكماله ثم حصل الانفصال والرجوع إلى القاهرة سنة ٦٦٩ تسع وستين وستمائة فصادف بها كتبا آثر الوقوف عليها فطالعها وأخذ منها ثم تصدى لإتمامه حتى كمل على ما كان عليه الآن وقال في آخره تم يوم الاثنين (الثاني والعشرين) من جمادى الآخرة بالقاهرة سنة ٦٧٢ اثنتين وسبعين وستمائة وهو يشتمل على ثمانمائة وست وأربعين ترجمة.
ثم ذيله تاج الدين عبد الباقي بن عبد المجيد المخزومي المكي المتوفى سنة ٧٤٣ ثلاث وأربعين وسبعمائة بنحو ثلاثين ترجمة مع تزييف كلام ابن خلكان وتفضيل ابن الأثير عليه وذيله حسين «أبو الحسن أحمد» ابن ايبك المتوفى سنة «٧٤٩» أيضاً والشيخ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي المتوفى سنة ٨٠٦ ست وثمانمائة ذيل الذيل المتقدم في نحو ثلاثين ترجمة والشيخ بدر الدين الزركشي (المتوفى سنة ٧٩٤ أربع وتسعين وسبعمائة) ذيله أيضاً وسماه عقود الجمان وذكر كثيراً من رجال ابن خلكان. واختصره شمس الدين محمد بن أحمد التركماني المتوفى بعد سنة ٧٥٠ خمسين وسبعمائة وسماه الجنان.
واختصره الملك الأفضل عباس ابن الملك المجاهد علي صاحب اليمن المتوفى سنة ٧٧٨ ثمان وسبعين وسبعمائة. واختصره شهاب الدين أحمد بن عبد الله الغزي الشافعي المتوفى سنة ٨٢٢ اثنتين وعشرين وثمانمائة. وترجمه مولانا أظهر الدين الأردبيلي بالفارسية وتوفي بمصر سنة ٩٣٠ ثلاثين وتسعمائة ورأيت رسالة فارسية لكبير بن أويس بن محمد اللطيفي الشهير بقاضي زاده المتوفى سنة ٩٣٠ ثلاثين وتسعمائة ذكر فيها أن السلطان سليم