يفهم منه هذا الكتاب دون غيره من الكتب المنسوبة إليه انتهى بل صار هذا اللفظ حقيقة عرفية في الكتاب كصدر الشريعة فيقال كتب؟؟؟ إقليدس وطالعته فظهر من كلام الفاضل أن إقليدس ما صنف كتاب الأصول بل هذبه وحرره ويؤيده ما في رسالة الكندي في أغراض إقليدس أن هذا الكتاب ألفه رجل يقال له أبلونيوس النجار وأنه رسمه خمسة عشر قولاً فلما تقادم عهده تحرك بعض ملوك الإسكندرانيين لطلب الهندسة وكان على عهده إقليدس فأمره بإصلاحه وتفسيره ففعل وفسر منه ثلاث عشرة مقالة فنسبت إليه ثم وجد اسقلاوس تلميذ إقليدس مقالتين وهما الرابعة عشر والخامسة عشر فأهداهما إلى الملك فانضافتا إلى الكتاب انتهى. ثم نقل من اليونانية إلى العربية جماعة منهم حجاج بن يوسف الكوفي فإنه نقله نقلين أحدهما يعرف بالهاروني وهو الأول والثاني هو المسمى بالمأموني وعليه يعول ونقل أيضاً حنين بن إسحاق العبادي المتطبب المتوفى سنة ستين ومائتين وأبو الحسن ثابت بن قرة الحراني المتوفى سنة ثمان وثمانين ومائتين ونقل أبو عثمان الدمشقي منه مقالات وذكر عبد اللطيف المتطبب أنه رأى المقالة العاشرة منه برومية وهي تزيد على ما في أيدي الناس أربعين شكلاً والذي بأيدي الناس مائة وتسعة أشكال وأنه عزم على إخراج ذلك إلى العربي. واشتهر من النسخ المنقولة نسخة ثابت وحجاج ثم أخذ كثير من أهل الفن في شرحه وتفسيره منهم اليزيدي والجوهري والهاماني فإنه فسر المقالة الخامسة فقط وأبو حفص الحرث الخراساني وأبو الوفاء الجوزجاني وأبو القاسم الأنطاكي وأحمد بن محمد الكرابيسي وأبو يوسف الرازي فسر العاشرة لابن العميد وجوده والقاضي أبو محمد بن عبد الباقي البغدادي الشهير بقاضي مارستان «المتوفى سنة ٤٨٩» شرح شرحاً بيناً مثل فيه الأشكال بالعدد وأبو علي الحسن بن الحسين بن الهيثم البصري نزيل مصر شرح مصادراته وله أيضاً ذكر شكوكه والجواب عنه وتفسير المقالة العاشرة لأبي جعفر الخازن وللأهوازي أيضاً شرح ذوات الاسمين والمنفصلات (١) من العاشرة أيضا لأبي داود سليمان بن عقبة وشرح العلة التي رتب إقليدس أشكال كتابه وفي التسبب إلى استخراج ما يرد من قضايا الأشكال بعد فهمه لثابت بن قرة. ومن شروح إقليدس كتاب البلاغ لصاحب
(١) ذو الاسمين خط انقسم على قسمين متباينين في الطول منطقين في القوة والمنفصل فضل اطول الخطين المتباينين في الطول المنطقين في القوة على اصغرهما (منه).