للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شرعه ناسخ لشرع موسى لأنه أتى بما لم يأت به موسى . وأول الإنجيل باسم الأب والابن الخ. والذي بأيديهم إنما هو سيرة المسيح جمعها أربعة من أصحابه وهم متى ولوقا ومارقوس ويوحنا. قال صاحب تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب وهؤلاء الذين أفسدوا دين عيسى وزادوا ونقصوا وليسوا من الحواريين الذين أثنى الله تعالى عليهم في القرآن. أما متى فما أدرك عيسى ولا رآه قط إلا في العام الذي رفعه الله تعالى إليه وبعد أن رفع كتب متى الإنجيل بخطه في مدينة الإسكندرية وأخبر فيه بمولد عيسى وسيرته وغيره لم يذكر ما ذكره. وأما لوقا فلم يدرك عيسى ولا رآه البتة وإنما تنصر بعده على يد بولص معرب باولوس الإسرائيلي وهو أيضاً لم يدرك عيسى بل تنصر على يد أنانيا. وأما ماركوس فما رأى عيسى قط وكان تنصره بعد الرفع وتنصر على يد بترو الحواري وأخذ عنه الإنجيل بمدنية رومة وخالف أصحابه الثلاثة في مسائل جمة. وأما يوحنا فهو ابن خالة عيسى وزعم النصارى أن عيسى حضر عرس يوحنا وأراه حول الماء خمراً وهذه أول معجزة ظهرت له فلما رآه ترك زوجته وتبع عيسى في دينه وسياحته وهو الرابع ممن كتب الإنجيل لكنه كتبه بالقلم اليوناني في مدينة أفسوس. وهؤلاء الأربعة الذين جعلوا الإنجيل أربعة وحرفوها وبدلوها وكذبوا فيها وما الذي جاء به عيسى إلا إنجيل واحد لا تدافع فيه ولا اختلاف وهؤلاء كذبوا على الله وعلى نبيه عيسى ما هو معلوم والنصارى على إنكاره. فأما كذبهم فمنه ما قال ماركوس في الفصل الأول من إنجيله أن في كتاب أشعيا النبي عن الله تعالى يقول إني بعثت ملكي أمام وجهك يريد وجه عيسى وهذا الكلام لا يوجد في كتاب أشعيا وإنما هو في كتب ملخيا النبي ومنه ما حكى متى في الفصل الأول بل الثالث عشر من إنجيله أن عيسى قال يكون جسدي في بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال بعد موتي كما لبث يونس في بطن الحوت وهو من صريح الكذب لأنه وافق أصحابه الثلاثة أن عيسى مات في الساعة السادسة من يوم الجمعة ودفن في أول ساعة من ليلة السبت وقام من بين الموتى في صبيحة يوم الأحد فبقي في بطن الأرض يوماً واحداً وليلتين. ولا شك في كذب هؤلاء الذين كتبوا الأناجيل في هذه المسألة لأن عيسى لم يخبر عن نفسه