في ترتيب كتابه على أبواب البخاري فناجتني نفسي أن أهذب كتابه وأرتب أبوابه وأضيف إليه ما أسقطه من الأصول وأتبعه شرح ما في الأحاديث من الغريب والإعراب والمعنى فشرعت فحذفت الأسانيد ولم أثبت إلا اسم الصحابي الذي روى الحديث إن كان خبراً أو اسم من يرويه عن الصحابي إن كان أثراً وأفردت باباً في آخر الكتاب يتضمن أسماء المذكورين في جميع الكتاب على الحروف. وأما متون الحديث فلم أثبت منها إلا ما كان حديثاً أو أثراً وما كان من أقوال التابعين والأئمة فلم أذكره إلا نادراً وذكر رزين في كتابه فقه مالك ورجحت اختيار الأبواب على المسانيد وبنيت الأبواب على المعاني فكل حديث انفرد لمعنى أثبته في بابه فإن اشتمل على أكثر أوردته في آخر الكتاب في كتاب سميته كتاب اللواحق. ثم إني عمدت إلى كل كتاب من الكتب المسماة في جميع هذا الكتاب وفصلته إلى أبواب وفصول لاختلاف معنى الأحاديث ولما كثر عدد الكتب جعلتها مرتبة على الحروف فأودعت كتاب الإيمان وكتاب الإيلاء في الألف ثم عمدت إلى آخر كل حرف فذكرت فيه فصلاً يستدل به على مواضع الأبواب من الكتاب ورأيت أن ثبت أسماء رواة كل حديث أو أثر على هامش الكتاب حذاء أول الحديث ورقمت على اسم كل راو علامة من أخرج ذلك الحديث من أصحاب الكتب الستة وأما الغريب فذكرته في آخر كل حرف على ترتيب الكتب وذكرت الكلمات التي في المتون المحتاجة إلى الشرح بصورتها على هامش الكتاب وشرحها حذاءها انتهى ملخصاً. ولهذا الكتاب العظيم مختصرات منها مختصر أبي جعفر محمد المروزي الاسترابادي وهو على النسق الذي وضع الكتاب عليه أتمه في ذي القعدة سنة ٦٨٢ اثنتين وثمانين وستمائة وهو ابن تسع وستين سنة. ومختصر شرف الدين هبة الله بن عبد الرحيم ابن البارزي الحموي الشافعي المتوفى سنة ٧٣٨ ثمان وثلاثين وسبعمائة جرده عما زاده على الأصول من شرح الغريب والإعراب والتكرار وسماه تجريد الأصول أوله الحمد لله رب العالمين الخ ذكر فيه أن المتقدمين لما اشتغلوا بتصحيح الحديث وهو الأهم لم يأت تأليفهم على أكمل الأوضاع فجاء الخلف الصالح فأظهروا تلك الفضيلة إما بإبداع ترتيب أو بزيادة تهذيب منهم الشيخ ابن الأثير نظر في كتاب رزين واختار له وضعاً أجاد فيه لكن كان قصور همم الناس داعياً إلى الإعراض فجرده. ومختصر الشيخ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي الدمشقي ثم القدسي