والفهامة الباهر علي بن إبراهيم الشاطر فأصل أصولاً عظيمة وفرع منها فروعاً جسيمة وهى وإن لم تكن بصورها النوعية خارجة عن الأصل التدويري المبرهن على صحته في المجسطي إلا أنه حمله حب (الرياسة و) الظهور على العدول عن ذلك الطريق المبرور كر علي المجسطي برد مقدمات وقع هو في أمثالها ونقود عبارات لم يسلم من النسج على منوالها وزيادات أفلاك محله بالقرب من (المساحة و) البساطة سلم ذلك الكتاب عن أمثالها تالله إنه لكتاب لا يتيسر لأحد كشف مجملاته إلا بتطليق الشهوات ولا يتسنى لبشر حل مشكلاته إلا بالانقطاع في الخلوات مع عقد القلب وربط اللب على ما عقد هو عليه قلبه من طلب الحق وإيثار الصدق وعدم قصد التكبر والفخار والوصول إلى درجات الاعتبار. قال ولما كنت ممن ولد ونشأ في البقاع المقدسة وطالعت الأصلين أكمل مطالعة فتحت مغلقات حصونهما بعد الممانعة والمدافعة ورأيت ما في الزيجات المتداولة من الخلل الواضح والزلل الفاضح تعلق البال والخلد بتجديد تحرير الرصد ومن الله ﷾ علي بتلقي جملة الطرائق الرصدية من الكتب المعتبرة ومن أفواه المشايخ العظام واخترعت آلات أخر من المهمات بطريق التوفيق وأقمت على صحة ما يتعاطى بها من الأرصاد البراهين ونصبتها بأمر الملك الأعظم السلطان مراد خان وبإشارة الأستاذ الأعظم حضرة سعد الدين أفندي ملقن الحضرة الشريفة وشرعت في تقرير التحريرات الرصدية الجديدة حاذياً حذو العلامة النصير ومقتفيا أثر المعلم الكبير وربما نقلت عبارته بعينها وزدت فيه من الوجوه القريبة والتحريرات الغريبة ما يتضح لذوي العقول الصافية-أن- النصير مع جلالة قدر علمه لم يكن مرصده بمراغة جيداً لاشتغاله بالوزارة وتسليمه دار الرصد إلى غير لا يساويه أو يقاربه في الفضيلة.
حكي أن نصير الدين لما أراد العمل بالرصد رأى هولاكو ما ينصرف عليه فقال له هذا العلم المتعلق بالنجوم ما فائدته أيرفع ما قدر أن يكون فقال أنا أضرب لمنفعته مثالاً القان يأمر من يطلع إلى أعلى هذا المكان ويدعه يرمي من أعلاه طست نحاس كبيراً من غير أن يعلم به أحد ففعل ذلك فلما وقع ذلك كانت له وقعة عظيمة هائلة روعت كل من هناك وكاد بعضهم يصعق وأما هو وهولاكو فإنهما ما تغير عليهما شيء لعلمهما بان ذلك يقع فقال له هذا العلم النجومي له هذه الفائدة يعلم المتحدث فيه ما يحدث فلا يحصل له من الروعة والاكتراث ما يحصل للغافل الذاهل منه فقال لا بأس بهذا وأمره بالشروع فيه. وحكي ممن دخل الرصد