للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكلمة "الفرقان" كلمة واسعة تشمل كل ما به الفرق من جميع الوجوه بين أهل الحق وأهل الباطل، وبين النافع والضار، وبين الأنفع والنافع، وبين الأضر والضار وغير ذلك.

ولما ذكر الله سبحانه وتعالى منَّتَه على عباده بإنزال هذه الكتب العظيمة قال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ} يعني بعد إنزال هذه الكتب الواضحة الهادية المفرقة انقسم الناس إلى قسمين: قسم آمن، وقسم كفر. فَذَكر الله حكم الكافر، وبذكره يتبين حكم المؤمن.

وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ}:

كفروا: يقال: إن أصل الكفر من الستر، ويطلق على الجحود؛ لأن الجاحد ساتر، و {كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ} أي جحدوها وأنكروها، وقلنا: إن الكفر من الستر لأن منه الكُفُرَّى. والكُفُرَّى: وعاء طلع النخل؛ لأنه يستر الطلع. فالكافر في الحقيقة ساتر، أي: جاحد للحق مخفٍ له.

{كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ}: الآيات جمع آية. والآيات هي العلامات الدالة على وجود الله عزّ وجل، وعلى كماله الذاتي، وعلى كماله الفعلي، والآيات نوعان:

١ - آيات كونية:

ومنها السموات والأرض، والشمس والقمر والنجوم، والجبال والشجر والدواب والإنسان، واختلاف اللغات، واختلاف الألوان، والنوم واليقظة، وأشياء كثيرة.

٢ - آيات شرعية:

وهي الوحي المنزَّل على الرسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>