للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال تعالى: {مِنْ قَبْلُ}:

بضم اللام مبنيًا، على القاعدة المعروفة فيها وفي أخواتها: أنه إذا حذف المضاف، وَنُوي معناه بُنيت على الضم.

وقوله تعالى: {هُدًى لِلنَّاسِ}:

{هُدًى}: مفعول لأجله متعلق بـ (نزل) و (أنزل)، أي: نزَّل عليك الكتاب هدى للناس، وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس، فهي مفعول من أجله، أي: من أجل هداية الناس. والمراد بالهداية هنا هداية الدلالة التي يترتب عليها هداية التوفيق.

لكن الأصل في هذه الكتب أنها هداية دلالة، ولهذا قال: {هُدًى لِلنَّاسِ} عمومًا، حتى الكفار تهديهم وتدلهم، وتبيِّن لهم الحق من الباطل، لكن قد يُوفَّقون لقبول الحق والعمل به، وقد لا يُوفَّقون.

والهدى ضد الضلال، واهتدى بمعنى سار على الطريق الصواب، وضلَّ بمعنى انحرف وتاهَ وضاع، ومنه سميت (الضالة) يعني البعير التائه الضائع.

وقوله: {هُدًى لِلنَّاسِ} والمراد بالناس: البشر وهم بنو آدم.

وقوله تعالى: {وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ}:

ليس المراد بالفرقان هنا القرآن، بل المراد: أنزل ما يبيِّن به الفرق بين الحق والباطل. وإنما قلنا ذلك لأننا لو خصصناه بالقرآن لكان في ذلك تكرار مع قوله: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ}، مع أن التوراة والإنجيل فيهما أيضًا فرقان، أي: فيهما تفريق بين الحق والباطل. إذن أنزل الفرقان الذي تضمنته هذه الكتب الثلاث وهي القرآن والتوراة والإنجيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>