للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخبرت به، فإن الكتب السابقة أخبرت بهذا القرآن، أنه سينزل، ووصفت النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي سينزل عليه بأوصافه التي كانوا يعرفونه بها كما يعرفون أبناءهم.

وقوله: {لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} أي لما سبقه؛ لأنَّ الذي بين يديك سابق عليك، لأنه أمامك فهو متقدم عليك.

وقوله تعالى: {وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ}:

قال: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ}، {وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ} اختلاف التعبير يدل على اختلاف المعنى.

قال أهل العلم: إن التوراة والإنجيل نزلتا دفعة واحدة بدون تدريج بخلاف القرآن، فإنه نزل بالتدريج، وهذا من رحمة الله عزّ وجل على هذه الأمة، لأنه إذا نزل بالتدريج صارت أحكامه أيضًا بالتدريج، لكن لو نزل دفعة واحدة لزم الأمة أن تعمل به جميعًا بدون تدريج، وهذه من الآصار التي كتبت على من سبقنا، إذا نزلت عليهم الكتب مرة واحدة ألزموا بالعمل بها من حين أن تنزل فيما ألفوه وفيما لم يألفوه، بخلاف القرآن الكريم.

وقوله: {التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ}.

التوراة: هي الكتاب الذي أنزله الله على موسى عليه الصلاة والسلام.

والإنجيل: هو الكتاب الذي أنزله الله على عيسى عليه الصلاة والسلام.

وهذان اسمان، قيل: إنهما غير عربيين، وقيل: بل هما عربيان، ولكن الذي يظهر أنهما ليسا بعربيين، ولكنه إذا نزل القرآن بشيء صار اللفظ الذي نزل به القرآن عربيًا بالتعريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>