للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الأرض أن تأكل أجسادهم بخلاف الشهداء، فإن الأرض تأكلهم، وقد لا تأكل بعضهم إكرامًا لهم، وإلا في الأصل أنهم كغيرهم تأكلهم الأرض.

٩ - إثبات العندية لله عزّ وجل أي: أن يكون أحد من الخلق عند الله؛ لقوله: {بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ}، وهذه عندية خاصة، كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (٢٠٦)} [الأعراف: ٢٠٦].

١٠ - أن هؤلاء الشهداء لهم شعور؛ لقوله: {فَرِحِينَ}، لأن الفرح من الشعور النفسي، وهل يحزنون؟ ذُكر في بعض الآثار أن الميت تُعرض عليه أعمال أقاربه، فإذا كانت سيئة حزن، وإن كانت حسنة فرح، لكنها آثار يشك في صحتها.

١١ - قوله: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} أن هذا الثواب الذي يناله هؤلاء الشهداء، ثواب عظيم، وجه الدلالة أنه من عند إلهٍ عظيم ذي إفضال، والثواب يعظم بعِظم المُثِيب، لاسيما وقد قال: {مِنْ فَضْلِهِ}.

١٢ - أن الفضل لله على عباده في الدنيا والآخرة؛ لقوله: {بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} فكما أن لله فضلًا في الدنيا فله فضل في الآخرة، فمن أمثلة فضله في الدنيا قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (٥٩)} [التوبة: ٥٩] فهذا فضلٌ دنيوي.

١٣ - أن هؤلاء الشهداء يستبشرون، أي: يُبشِّر بعضهم بعضًا بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أي: من بعدهم، يعني: يستبشرون بأن سيلحقهم أناسٌ شهداء يكونون في منازلهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>