للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ} والذي اجتباه الله من الرسل في عهد النبوة المحمدية هو محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولا نبي غيره.

ثم قال: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ}:

يعني: . حقِّقوا إيمانكم بالله ورسله، وذلك بالتصديق التام، والانقياد والإذعان بدون اعتراض، لا على القضاء والقدر، ولا على الحكم الشرعي. وهكذا حال المؤمن حقًّا وهو الانقياد لأمر الله الكوني فيرضى به، والانقياد لأمر الله الشرعي فينفِّذه ويُذعن له، مع أن الانقياد للحكم الكوني يعمُّ كل أحدٍ سواء طوعًا أو كرهًا.

قوله: {وَرُسُلِهِ}:

جمع رسول، والرسل هم الذين كلَّفهم الله تعالى بما أوحى إليهم أن يعملوا به ويدعوا إليه، ويُبلِّغوا الناس، ولهذا قال جمهور العلماء في تعريف الرسول: أنه مَنْ أوحي إليه بشرعٍ، وأُمر بتبليغه، والنبي من أوحي إليه بشرعٍ يتعبد به ولم يُكلَّف أن يُبلِّغه الناس، فآدم عليه الصلاة والسلام نبي، ولكنه ليس رسولًا، فإنه نُبِّئ ليس عنده أحدٌ وصار يعمل بما يوحى إليه واتبعه على ذلك ذريته، ولما طال الزمن واختلف الناس، احتاجوا للرسالة، فأرسل الله إليهم، وأول من أرسل إليهم نوح عليه السلام.

وقوله: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} الإيمان بالله يتضمَّن أربعة أمور:

الإيمان بوجوده، والإيمان بربوبيته، والإيمان بألوهيته، والإيمان بأسمائه وصفاته. لابد من هذا كله، فمن نقص شيئًا منها فإنه لم يؤمن بالله حقيقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>