للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَرِيبًا} [الأحزاب: ٦٣]، وقال تعالى: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ} [الشورى: ١٧] فيوم القيامة وإن كان بعيدًا في نظر الناس، لكنه في الحقيقة قريب، وانظر إلى الأيام كيف تنطوي بسرعة حتى تنتهي، لتعرف أن يوم القيامة وإن بعُد أمده فهو في الحقيقة قريب.

وقوله: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}:

أي: سيُجعل ما بخلوا به طوقًا في أعناقهم. والطوق معروف مثل طوق القميص يحيط بالعنق، وقد بيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف يكون هذا التطويق فقال: "من آتاه الله مالًا فلم يؤدِّ زكاته مُثِّل له يوم القيامة شجاعًا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه فيقول: أنا كنزك، أنا مالك" (١). قال العلماء: الشجاع الأقرع هو: الذكر من الحيات. والأقرع: كثير السُّم؛ لأن رأسه من كثرة سمِّه قد تمزّق شعره، فهو أقرع.

"وله زبيبتان": أي غدَّتان تُشبهان الزبيب، قد امتلأتا من السُّم.

"فيأخذ بلهزمتيه": أي شدقيه كما جاء مفسَّرًا في الحديث. ويقول: أنا كنزك، أنا مالك: يقول ذلك توبيخًا له فيزداد بذلك حسرة.

هذا هو تفسير الآية الكريمة كما فسَّرها النبي عليه الصلاة والسلام.

وقوله: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ}:


(١) رواه البخاري، كتاب الزكاة، باب إثم مانع الزكاة، رقم (١٤٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>