للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالجواب: لا، بل هذا من باب التذلل له عزّ وجل وأنني يا رب قد ذللت لك وعلمت أنك الملجأ فعبدتك وآمنت بك، فأسألك أن تغفر لي مثلًا.

السادس: التوسل إلى الله عزّ وجل بذكر حال الداعي، أن تذكر حالك، فتقول: اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي.

الأول توسل بالعمل الصالح، وهنا على العكس بالحال، ومن ذلك قول موسى عليه السلام: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} ما ذكر إلا هذا، وهذا توسل بذكر الحال؛ لأن الإنسان إذا ذكر حاله وأنه مفتقر إلى الله أوجب ذلك له أن يلجأ إلى ربه عزّ وجل، ويكون هذا من أسباب إجابة الدعاء.

السابع: التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح، ومنه قول عكاشة بن محصن للنبي - صلى الله عليه وسلم - لما قال: "إن من أمته سبعين ألفًا يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب، قال: ادعُ الله أن يجعلني منهم، فقال: أنت منهم" (١).

ومنه قول الأعرابي: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادعُ الله يغيثنا فدعا (٢).


(١) رواه البخاري، كتاب اللباس، باب البرود والحبرة والشملة، رقم (٥٨١١). ورواه مسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة، رقم (٢١٦).
(٢) رواه البخاري، كتاب الجمعة، باب الاستسقاء في المسجد الجامع، رقم (١٠١٣). ورواه مسلم، كتاب صلاة الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء، رقم (٨٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>