{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى}، ولهذا ادعى بعض العلماء أن في التشبيه قلبًا؛ والتشبيه المقلوب أسلوب من أساليب اللغة العربية، ولاسيما عند الشعراء في العصور الوسطي، حتى بالغ بعضهم في التشبيه المقلوب فيقول:
وبدا الصباح كأن غرته ... وجه الخليفة حين يمتدح
فالصباح الذي يملأ الأفق ويضيء الدنيا، كأنَّ غرته -بياضه- وجه الخليفة إذا امتدح، هذا من المبالغة الكريهة في الواقع. وقال بعضهم: إنه تشبيه على أصله ووضعه: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} وشرف الذكر على الأنثى يعلم من أدلة أخرى، ومن قرائن أخرى، ولكن ليس الذكر في خدمته لبيت المقدس كالأنثى.
وإذا انتفت مساواة الذكر للأنثى انتفت مساواة الأنثى للذكر؛ لأن التساوي يكون بين شيئين، فإذا انتفت المساواة في أحدهما لزم أن تكون منتفية في الآخر. فلا مساواة بين الذكر والأنثى بل لكل واحد منهما ميزاته وخصائصه، فالأنثى تفوق الرجل في شيء، والرجل يفوق الأنثي في شيء. لكن الغالب أن الصالح لخدمة المساجد هو الرجل؛ لأنه أقوى وأذكى وأعقل وأدوم في العمل. والأنثى إذا حاضت مثلًا لا تستطيع أن تخدم المسجد؛ لأنها سوف تخرج منه ولا تجلس، هذا إذا كانت شريعتهم كشريعتنا، وأيضًا الأنثى لا تتحمل من الأعمال ما هو شاق بل هي أضعف من الرجل، وإن كانت قد يكون عندها من الجلد والصبر أكثر مما عند الرجل في معاناة الأشغال لا في معاناة المصائب، فإن المرأة في معاناة المصائب أدنى بكثير من الرجل كما هو معروف.