تعالى قد قدر هذا الشيء الذي هو حصول مطلوبك أو زوال مكروهك مقرونًا بهذا السبب -أي بالدعاء- فيكون الدعاء مقدرًا والمدعو به مقدرًا من عند الله عزّ وجل، لكن أنت لا تدري فعليك فعل السبب، ثم إننا نقول: إن الدعاء نفسه عبادة، فإذا رفعت يديك إلى ربك يا رب، هذا ذلٌّ وخضوع لله عزّ وجل، وهو من أجلِّ العبادات.
١ - إثبات الملائكة، وأنهم عالم غيبي مخلوقون من نور، خلقهم الله عزّ وجل لما أعدَّهم له، فقاموا به على حسب ما أراد خالقهم عزّ وجل، يسبحون الليل والنهار لا يفترون. وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام بقوله:"أطَّت السماء وحُق لها أن تئط -الأطيط: ما يسمع من صرير الرحل على البعير المحمل حملًا ثقيلًا- ما من موضع أربع أصابع إلا وفيه مَلَك قائم لله أو راكع أو ساجد"(١). وإنكارُ الملائكةِ حكْمُهُ الكفر؛ لأنه تكذيب للقرآن.
لو قال قائل: أنا لا أنكرهم وأقول فيهم ملائكة، لكن الملائكة هي قوى الخير، والشياطين هي قوى الشر، فأجعلهم معانٍ لا ذوات.
نقول: هذا أيضًا إنكار لهم؛ لأن الله قال: {جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ
(١) رواه الترمذي، كتاب الزهد، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو تعلمون ما أعلم"، رقم (٢٣١٢). ورواه أحمد، في مسنده، رقم (٢١٠٠٥).