[الأعراف: ١٤٥]، ولهذا قال أهل العلم من علماء السلف: إن الله تعالى غرس جنة عدن بيده، وخلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده سبحانه وتعالى، ونزلت ألواحًا على موسى وفيها ما تقتضيه المصلحة والحاجة والضرورة في ذلك الوقت.
وأما الإنجيل: فهو الكتاب الذي أنزله الله تعالى على عيسى، وهو بالنسبة للتوراة كالمكمل لها كما قال تعالى فيما يأتي من الآيات:{وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ}[آل عمران: ٥٠]، فهو كالمتمم للتوراة؛ لأنه في الحقيقة نزل على بني إسرائيل الذين أنزلت عليهم التوراة؛ ومن المعلوم أن حال بني إسرائيل تغيرت من وقت موسى إلى عيسى، فكان في الإنجيل أشياء فيها تعديل أو زيادة، فهو متمم للتوراة.
ثم قال:{وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ}.
{وَرَسُولًا}: الواو حرف عطف، (ورسولًا) منصوب بفعل محذوف تقديره (ويرسله رسولًا) ولا يصح أن يكون معطوفًا على ما قبله، أي: ويرسله رسولًا إلى بني إسرائيل وهم أبناء يعقوب الاثنى عشر، والرسول: هو الذي أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه، فإن لم يؤمر بتبليغه فهو نبي. هذا هو المشهور عند عامة العلماء رحمهم الله، وقيل: إن النبي لم يوحَ إليه بشرع وإنما كان مؤيدًا لشريعة قبله، يعني يوحى إليه بتأييد الشريعة التي قبله، فكانت الأنبياء فيما سبق كالعلماء في هذه الأمة، وهذا وإن كان له وجه كما قال تعالى:{إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا}[المائدة: ٤٤]، لكن هذا القول يعكر عليه قضية آدم، فإن آدم نبي ومع ذلك لم يكن مجددًا لشريعة