فهل يعم الجميع؟ وهل يشمل الذكور والإناث؟ قالوا: نعم. يعم الجميع ويشمل الذكور والإناث، ولكن لا يجب التعميم. فيجوز أن يوزع هذا الوقف على ثلاثة من بني تميم فقط، ويجوز أن يعطى ثلاثة نساء فقط؛ لأنه لا يختص بالرجال بل يشمل الذكور والإناث، ولأنه لا يستلزم التعميم. أما لو قلت: هذا وقف على بني فلان، (واحد معين من الناس) فإنه يجب للذكور دون الإناث؛ لأن الابن غير البنت؛ ولأن بني فلان المعين يمكن حصرهم فيجب تعميمهم، والتساوي بينهم وإخراج النساء منهم. فبنو إسرائيل من أي الصنفين؟ الجواب: من الأول، من القبيلة. وإسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وهم بنو عم لبني إسماعيل، ولهذا لما بُعِثَ النبي - صلى الله عليه وسلم - في بني عمهم -بني إسماعيل- غارت اليهود من ذلك، وأنكروه وكانوا بالأول يستفتحون على الذين كفروا، ويقولون: سيبعث نبي ونتبعه ونكتسحكم ونغلبكم ظنًّا منهم أنه سيكون من بني إسرائيل وليس ظنًّا حقيقيا، بل هو وَهْمٌ؛ لأنهم يعرفون النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يعرفون أبناءهم، ويعلمون أنه سيبعث في مكة لكن توهموا ذلك، أوهمتهم أنفسهم الكاذبة، فلما بعث في بني إسماعيل أنكروه وكذبوه. ومعنى إسرائيل في السريانية أو في العبرية: عبد الله، والآن تسمى الدولة اليهودية إسرائيل.