للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالوا: {وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.

أشهدوا نبيهم عيسى عليه الصلاة والسلام على إسلامهم، مع أنه شهيد عليهم سواء استشهدوه أم لم يستشهدوه، كما قال الله تعالى: {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: ١٤٣]، فكل رسول فهو شهيد على أمته؛ لأن الله تعالى أرسله إليهم وأنه بلغهم الرسالة.

فقولهم: {وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}، من باب التوكيد وإعلان الإسلام.

ثم قالوا: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ}.

قوله: {رَبَّنَا} منادى حذفت منه ياء النداء لسببين:

١ - كثرة استعمال هذا الاسم الكريم في الدعاء.

٢ - التبرك بالبداءة باسم الله عزّ وجل؛ لأن الرب من أسماء الله.

هذا أيضًا من قولهم رضي الله عنهم {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ} وهو الإنجيل الذي جاء به عيسى عليه الصلاة والسلام، وما قبله وهي التوراة التي أنزلت على موسى، بل أعم من ذلك تتناول كل ما أخبرهم به نبيهم مما أنزل الله. {وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ}، (ال) هنا في الرسول للعهد الذهني، وهو عيسى عليه الصلاة والسلام؛ لأنه لا رسول لهؤلاء القوم من بني إسرائيل إلا عيسى، فالذي عيّن أن يراد بالرسول عيسى هو العهد الذهني الذي كان معلومًا عندهم، ويحتمل أن (ال) للعهد الذكري لقوله فيما سبق {وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} [آل عمران: ٤٩]، ويحتمل أيضًا أن المراد بالرسول الجنس أي: واتبعنا كل من كان رسولًا من عندك، فيكون هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>