للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلق الله؟ فإذا بلغوا ذلك فليستعذ بالله ولينته" (١)، فهذا من جملة ما يوسوس به الشيطان وهذا علاجه.

وإذا كان الإنسان يخشى من تزكية نفسه إذا قال أنا مؤمن، أو يخشى أن يوكل إلى نفسه إن ظهر فيه الإعجاب؛ لأن الإنسان -أعوذ بالله- إذا أعجب بعمله وكل إلى نفسه ونزعت بركته، فإذا كان يخشى من ذلك كان الاستثناء واجبًا.

٩ - فضيلة الحواريين في لجوئهم إلى الله عزّ وجل حيث قالوا: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ}، فإنهم بعد أن أشهدوا نبيهم لجأوا إلى ربهم عزّ وجل.

١٠ - التوسل إلى الله تعالى بربوبيته؛ لأن الربوبية تدور على ثلاثة أشياء وهي: الخلق، والملك، والتدبير. وإجابة الدعاء داخل في هذه الثلاثة، فلذلك كان كثيرًا ما يتوسل الدعاة -دعاة الله- بالربوبية كما جاء في الحديث الصحيح: "يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب" (٢).

١١ - أنه يجب أن يكون الإيمان شاملًا لكل ما أنزل الله {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ}.

١٢ - حسن الاحتراز في قول الحواريين {بِمَا أَنْزَلْتَ}، ولم يطلقوا الإيمان مثلًا بالتوراة؛ لأن التوراة التي بأيدي اليهود محرفة مبدلة، يبدون شيئًا ويخفون أشياء، فلهذا قالوا: {بِمَا أَنْزَلْتَ}،


(١) رواه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنده، رقم (٣٢٧٦). ورواه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها، رقم (١٣٤).
(٢) تقدم تخريجه (ص ٢٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>