للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحن نقول: آمنا بما أنزل الله من التوراة والإنجيل؛ لا بالتوراة المحرفة التي بأيدي اليهود، ولا بالإنجيل المحرف الذي بأيدي النصارى.

١٣ - أن الإيمان لابد له من اتباع {وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ}، ولهذا يقرن الله عزّ وجل بين الإيمان والعمل الصالح في آيات كثيرة؛ لأن الإيمان المجرد لا ينفع، والعمل الصالح بمنزلة سقي الشجرة، إن لم تسقها ماتت، ولهذا ينبغي لنا عندما نتكلم عن الإسلام أن لا نحاول جعل الإسلام عقيدة فحسب، بل هو عقيدة وعمل. العقيدة لا تكفي؛ لأن العقيدة الآن كل يدعى أنه معتقد، اليهود والنصارى يقولون: نحن نؤمن بالله واليوم الآخر، ونؤمن بأن هناك ربًّا مدبرًا للخلق، وأنه عزّ وجل خالق، ونؤمن بالبعث، ولكن هذا ليس بإيمان، وإن كان عندهم هذه العقيدة، فهذه عقيدة فاسدة، فلابد من قرن العقيدة بالعمل الصالح، حتى لا يتكل الناس على ما عندهم من العقيدة ويقولون لا حاجة للعمل، ولهذا قال: (آمنا ... واتبعنا الرسول) لابد من هذا، وتأمل قوله: {آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ}، هل يؤخذ منها وجوب الإيمان بكل ما أنزل الله من كتاب؟ وأما الاتباع فيكون للرسول الخاص؟

الجواب: يمكن هذا لأنهم قالوا: آمنا بما أنزلت، وهذا عام، واتبعنا الرسول، وهذا خاص، وهو كذلك. فالإيمان واجب بجميع ما أنزل الله: {وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ} [الشورى: ١٥]، ولكن الاتباع خاص بالرسول الذي أرسل إليك، أما الرسول الذي لم يرسل إليك فلست مأمورًا باتباعه إلا إن دلت شريعتك على اتباعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>