للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السفر قطعة من العذاب" (١)، وقال: "إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه" (٢)، يعني هذا عذاب مشقة، ومن عذاب المشقة عذاب العقوبة لأنه شاق على المعاقب، والمراد بالعذاب هنا عذاب مشقة العقوبة.

{فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا}، الشديد يعني القوي العظيم في الدنيا والآخرة، في الدنيا قال العلماء: إن العذاب في الدنيا ما يحصل لقلوبهم من الضيق والضنك والقلق والحسرة وغير ذلك، وما يحصل لهم على أيدي المؤمنين من القتل والأسر والجزية وغير ذلك، فعذابهم يكون بالألم القلبي والألم البدني، ولهذا قال: {فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا}، أما عذابهم في الآخرة فظاهر يعذبون في الآخرة بماذا؟ بالنار، يعذبون في الآخرة بالنار وهم لا تتخطاهم العقوبتان أو إحداهما، يعني إما أن يحصل لهم هذا وهذا وهو الغالب، وإما أن يحصل لهم عذاب الآخرة ولابد، ولكن ظاهر الآية الكريمة في الدنيا والآخرة أنه يحصل لهم العذاب في الدارين، قال: {فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}، الدنيا هي هذه الحياة التي نحياها ووصفت بذلك لوجهين:

١ - لدنوّها لأنها سابقة على الآخرة، فهي دانية.


(١) رواه البخاري، كتاب الحج، باب السفر قطعة من العذاب، رقم (١٨٠٤). ورواه مسلم، كتاب الإمارة، باب السفر قطعة من العذاب واستحباب تعجيل المسافر، رقم (١٩٢٧).
(٢) رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يعذب. . ."، رقم (١٢٨٨). ورواه مسلم، كتاب الجنائز، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه، رقم (٩٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>