للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حروف أو من غير حروف؟ من حروف، ولهذا كان مذهب أهل السنة والجماعة أن الله يتكلم كلامًا مسموعًا بحرف وصوت.

٣ - الرد على من قال: إن كلام الله هو المعنى النفسي القائم بنفسه، فإن هذا لا يسمى قولًا وإن أطلق عليه القول فلابد أن يقيد كما في قوله: {وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ} [المجادلة: ٨]، فلما أراد القول النفسي قيَّده (يقولون في أنفسهم) أما إذا جاء القول غير مقيد فالمراد به ما يسمع، ففيه الرد على الأشاعرة الذين يقولون: إن كلام الله هو الكلام النفسي القائم بنفسه، وأنه أزلي لا يحدث ولا يصدق بعضه بعضًا؛ لأنه معنى قائم بالنفس. والحقيقة أن هذا القول مضمونه إنكار كلام الله، ولهذا قال بعض منصفيهم: ليست بيننا وبين المعتزلة فرق؛ لأننا نقول جميعًا: إن هذا القرآن الذي في المصحف مخلوق؛ لأن الأشاعرة يقولون: إن الله تعالى لا يتكلم (بما يسمع) بنفسه لكن يخلق كلامًا يعبر به عما في نفسه، وعلى هذا فالمسموع والمقروء والمكتوب مخلوق، فيتفق المعتزلة والأشاعرة، بل إن المعتزلة خير منهم من جهة النسبة؛ لأنهم يقولون: هذا كلام الله، وأولئك يقولون: هذا عبارة عن كلام الله وليس كلام الله، المهم أن هذه الآية وأمثالها فيها الرد على الأشاعرة.

٤ - فضيلة عيسى ومنقبته بخطاب الله إياه، فإن من خاطبه الله فذلك فخر له بلا شك خصوصًا أنه قال له: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}. . . إلخ.

٥ - أن الله سبحانه وتعالى رفع عيسى بجسمه؛ لقوله: {وَرَافِعُكَ}، والخطاب لعيسى المكون من بدن وروح فيكون رفعه ببدنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>