للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن الثاني: قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} [الأعراف: ٥٣].

فقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ} يعني: عاقبته وهو ما يؤول إليه، {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ} بمعنى: تأتي عاقبته التي وعدوا بها. ومنه كذلك قوله تعالى: {ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: ٥٩] يعني: أحسن عاقبة ومآلًا.

واعلم أن كثيرًا من الناس الذين يتكلمون في العقائد فسروا المتشابه بآيات الصفات. قالوا: إن المتشابهات هن آيات الصفات. ولكن لا شك أن تفسير المتشابهات بآيات الصفات على الإطلاق ليس بسديد، لأن آيات الصفات معلومة مجهولة؛ فهي من حيث المعنى معلومة، ولا يمكن أن يخاطبنا الله عزّ وجل ويحدثنا عن نفسه بأمر مجهول لا نستفيد منه، وليس هو بالنسبة إلينا إلا كنسبة الحروف الهجائية التي ليس فيها معنى، هذا غير ممكن إطلاقًا.

نعم، هي مجهولة من جهة أخرى وهي الحقيقة والكيفية التي هي عليها، فهذا مجهول لنا، لا نعلم كيف يد الله، ولا ندرك حقيقتها، ولا نعلم وجه الله، ولا ندرك حقيقته، ولا ندرك حقيقة علم الله عزّ وجل، ولا ندرك كل صفاته ولا ندرك


= والجملة الأولى منه أخرجها البخاري، كتاب الوضوء، باب وضع الماء عند الخلاء، رقم (١٤٣). ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، رقم (٢٤٧٧). لكن لم يقع عند مسلم: "في الدين".

<<  <  ج: ص:  >  >>