للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل شيء فيه مصلحة للمسلمين ففيه عذاب للكافرين، وعلى هذا فلا ناصر لهم لا في الدنيا ولا في الآخرة.

٧ - بلاغة القرآن وحكمة القرآن، بلاغته في الإتيان بالمعاني متقابلة، لأن الإتيان بالمعاني المتقابلة توجب نشاط الإنسان حيث ينتقل الذهن من معنى إلى ما يقابله، فيزداد نشاطًا وشغفًا. وأما من جهة كمال البلاغة فلأن المعاني إذا تنوعت على وجوه التقابل ازداد اللفظ حسنًا، وهذا معروف عند علماء البلاغة باسم علم البديع، وفيه أيضًا تربية للنفس؛ لأن النفس إذا سمعت عقاب الكافرين خافت ووجلت وربما يستولي عليها اليأس، فإذا جاء ثواب المؤمنين طمعت ورجت فصار سيرها إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء.

٨ - أن وفاء الأجر مرتبط بوصفين: الإيمان، والعمل الصالح.

فالإيمان وحده لا يكفي، بل لابد من عملٍ صالح ينمّي هذا الإيمان ويشهد بصحته، أما مجرد العقيدة فإنها لا تكفي، على أن العقيدة إذا كانت سليمة استلزمت العمل الصالح؛ لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" (١).

٩ - أن العمل لا ينفع إلا إذا كان صالحًا، والعمل الصالح ما جمع وصفين:


(١) رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب فضل من استبرأ لدينه، رقم (٥٢). ورواه مسلم، كتاب المساقاة، باب أخذ الحلال وترك الشبهات، رقم (١٥٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>