للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي - صلى الله عليه وسلم - أن "من تصدق بعدل تمرة -أي بما يعادل التمرة- من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلُوَّه" (١) .. الحديث.

أهل السنة والجماعة يؤمنون بأن ذلك حق على حقيقته؛ لأن الله أخبر به عن نفسه وهو أعلم بنفسه وأعلم بغيره، وأخبر به عن نفسه بكلام فصيح بيِّن لا يحتمل الشك، قال تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء: ٨٧]، وأخبر به عن نفسه بخبر هو أصدق الأخبار؛ لقوله تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء: ١٢٢]، فخبر الله أصدق الأخبار، وأخبر به عن نفسه ليهتدي الناس به كما قال تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} [المائدة: ١٦]، {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} [النساء: ١٧٦]، وقال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [النساء: ٢٦]. فهذه أربعة أوصاف اتصف بها خبر الله تعالى عن نفسه:

الوصف الأول: أنه خبر صادر عن علم.

الوصف الثاني: أن كلام الله أحسن حديث في الفصاحة والبيان والوضوح.

الوصف الثالث: أن خبر الله عن نفسه أصدق خبر.

الوصف الرابع: أن الله يريد بما أخبر به عن نفسه أن يهتدي الناس به لئلا يضلوا.

فإذا اجتمعت هذه الأوصاف الأربعة في كلام لم يبقَ فيه


(١) رواه البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ}، رقم (٧٤٢٩). ورواه مسلم، كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، رقم (١٠١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>