١٠ - أنه ينبغي للإنسان أن يعلق الرجاء بالله خوفًا وطمعًا؛ لقوله:{قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ}. فإذا علمت أن الفضل بيد الله، تسأل الفضل من الله، وإذا علمت أن الفضل بيد الله فالذي تخاف أن يمنع الفضل عنك هو الله. إذن فينبغي بل يجب على المؤمن أن يعلق قلبه بالله تعالى رجاءً وخوفًا.
١١ - إثبات قيام الأفعال الاختيارية بالله عزّ وجل، وأن الله يوصف بصفات الأفعال المتعلقة بمشيئته؛ لقوله:{يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} فالإيتاء فعل عُلِّق بالمشيئة. فنؤمن بأن الله له أفعال يفعلها، ويحدثها تتعلق بمشيئته. ففيه ردٌّ على المعطلة الذين قالوا: إن الله تعالى لا يوصف بالصفات الفعلية الاختيارية؛ لأنه لا يوجد عندهم صفة لله تتعلق بالمشيئة، كل الصفات أزلية، فليس هناك صفات تحدث بمشيئة الله. وهذه الآية ترد عليهم؛ لأنهم يقولون: إن الله لا يفعل. يقولون: إن الله لا يستوي على العرش استواء فعليًا، ولا ينزل للسماء الدنيا، ولا يأتي للفصل بين عباده، قالوا: لأن الحوادث لا تقوم إلا بحادث، والله تعالى ليس بحادث، الله أزلي أبدي سبحانه وتعالى، فإذا أُثبتت له الأفعال الاختيارية المتعلقة بالمشيئة أثبت قيام فعل حادث به، ولا يقوم الحادث إلا بحادث! .
والجواب:
أ - أن هذه القضية أو هذا الحكم حكم عقلي معارض للنص؛ لأنه يتضمن رد كل نص يدل على قيام الأفعال الاختيارية بالله، وما تضمن رد النصوص فهو باطل؛ لأن ما تضمن رد الحق فهو باطل.